أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أنه "من المنتظر ان تستأنف ظهر اليوم عملية اخراج من تبقى من مقاتلي المعارضة السورية في احياء حمص القدمية بعدما وصل عدد الذين خرجوا حتى ليل امس الى 960 مقاتلاً بينهم 15 جريحاً". وأضاف المرصد ان "المعارضة اطلقت في المقابل 46 شخصا هم: 12 طفلاً، و3 نساء وامرأة ايرانية الجنسية و30 عسكرياً من قوات النظام بينهم ضابطان". وافاد محافظ حمص طلال البرازي وكالة "فرانس برس" ليل أمس ان "80 في المائة من مقاتلي المعارضة والمدنيين خرجوا من احياء حمص المحاصرة"، وان "العملية التي بدأت الاربعاء بموجب اتفاق اشرفت عليه الأممالمتحدة، ستنجز اليوم الخميس". وأكد البرازي في حديث ليل الأربعاء الخميس ان "عدد الذين خرجوا من الاحياء المحاصرة لأكثر من عامين، وصل الى 980 شخصا معظمهم من المسلحين وعدد من المدنيين، وان العدد المتبقي هو ما بين 300 إلى 400 شخص". ورجح محافظ حمص أن ينجز الاتفاق اليوم الخميس، قائلاً "الحركة سريعة ونحتاج ربّما الى نصف يوم لاستكمالها، إلا اذا حدثت بعض الأمور غير المتوقّعة"، واكد البرازي أن الذين غادروا انتقلوا في غالبيتهم الى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كلم الى الشمال من حمص. واضاف ان العملية استمرت حتى السابعة مساء، وخرجت خلالها 24 حافلة من الأحياء المحاصرة الى الريف الشمالي. وأتاح الاتفاق خروج المقاتلين بأسلحتهم الفردية، مقابل دخول مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب اللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون، إضافة الى الإفراج عن معتقلين لديهم. وقال البرازي ان "كل اتفاق او تسوية او مصالحة يفضي الى نتائج ايجابية، ومن هذه النتائج الكبيرة التي تحققت اليوم الأربعاء هو اخلاء سبيل العشرات من المخطوفين"، مشيراً الى ان "عددهم قارب السبعين وعادوا الى ذويهم في حلب واللاذقية ومناطق اخرى". ومن المقرر ان تدخل القوات النظامية السورية الى أحياء وسط حمص بعد اكتمال عملية خروج المقاتلين والمدنيين. ويكون النظام السوري مع خروج المقاتلين من احياء وسط حمص، استعاد غالبية احياء ثالث كبرى مدن البلاد، باستثناء حي الوعر الذي يقطنه عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النازحين من أحياء أخرى في حمص. ورداً على سؤال حول عدم شمول الوعر في الاتفاق الحالي، قال البرازي ان الحي "مخطوف. فيه 300 الف نسمة من المدنيين البعض منهم يدخل ويخرج كل يوم"، متحدثاً عن "صعوبة في انسياب المواد الغذائية والإغاثية للوعر". واضاف "انا متفائل بانه في اسابيع قليلة، سنعلن عن تفاهمات ومصالحات جديدة في منطقة الوعر"، معرباً عن اعتقاده ان "التفاوض حولها سيكون أسهل من المدينة القديمة". وتعدّ مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات ضد النظام السوري، وشهدت تظاهرات عدّة ضده منذ منتصف آذار (مارس) 2011. واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية، ما أدى الى دمار كبير ومقتل نحو 2200 شخص منذ بدء حصار الأحياء القديمة في حزيران (يونيو) 2012، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.