img src="http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/06_649.jpg" alt=""بيت البيعة" بالهفوف.. شاهد على بيعة أهل الأحساء للمؤسس" title=""بيت البيعة" بالهفوف.. شاهد على بيعة أهل الأحساء للمؤسس" width="400" height="188" / بيت البيعة بالهفوف هو واحد من الشواهد الحاضرة والثابتة في قلب التاريخ السعودي والأحسائي خاصةً، ويبقى معلمًا ورمزًا خالدًا أثريًا وحضاريًا. ويقع بيت البيعة في حي الكوت أحد أشهر الأحياء العريقة والمعروفة في قلب مدينة الهفوف، وتعود ملكيته للشيخ عبداللطيف المُلا، وتقدر مساحته بحوالى (705م)، وأسس منزل البيعة عام 1203ه، وقام ببنائه الشيخ عبدالرحمن بن عمر بن محمد بن عمرالمُلاَّ قاضي الأحساء في تلك الفترة من قبل الإمام سعود بن عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الأولى من سنة 1218هجرية إلى 1229هجرية. وفي سنة 1309ه، زار الأحساء الإمام عبدالرحمن الفيصل وهو في طريقه إلى الكويت ومعه أولاده عبدالعزيز ومحمد، وعبدالله بن جلوي، وذهب إليهم مفتي الديار الأحسائية وقاضيها آنذاك الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن المُلا، ودعاهم لتناول طعام الغداء فأجاب الإمام عبدالرحمن دعوته وجاء إلى بيت البيعة يصحبه أولاده وحاشيته، وعندما أرد المغادرة أهدى إليه الشيخ عبداللطيف نسخة من صحيح البخاري فقبلها. وفي سنة 1318ه جاء الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي بن عبدالله آل سعود إلى الأحساء وقصد منزل الشيخ عبداللطيف (منزل البيعة) وأقام عنده ثلاثة أيام، وكان قصده من هذه الزيارة معرفة ما يدور في الأحساء من حكم الأتراك، فأخبره الشيخ عبداللطيف أن الأمور متدهورة والأمن مفقود، وكانت صلة الشيخ عبداللطيف بالإمام عبدالعزيز قوية من عام 1323ه، وعندما أخبره ضعف حكم الأتراك في الأحساء واختلال الأمن فيها وأرسل إليه رجلا من خاصته فذهب إلى الرياض واجتمع مع الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز وأخبرهم بكل صغيرة وكبيرة تدور في الأحساء، فما كان من الإمام عبدالعزيز إلا أن كتب للشيخ عبداللطيف يخبره بما يدور في نجد والقصيم من غزوات وحروب وغير ذلك. وفي يوم الأحد ليلة الاثنين 28-5- 1331ه جاء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى الأحساء، وأقام في بيت (منزل البيعة) وقام في تلك الغرفة بقية الليلة مع إخوته وهم محمد وسعد وعبدالله أبناء الإمام عبدالرحمن الفيصل وابن عمه الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي ومحمد بن عبدالله آل الشيخ خال الملك فيصل، وتمت له مبايعة أهالي الأحساء في منزل الشيخ عبداللطيف الملا (منزل البيعة) ونادى المنادي فوق أسوار الكوت (أن الحكم لله ثم للإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل)، وعندما علم الأتراك أطلقوا مدافعهم من (قصر إبراهيم)، فقام الإمام عبدالعزيز من المجلس يريد التفاوض مع الأتراك، فقال له الشيخ عبداللطيف بعد صلاة العصر اذهب إلى القصر للتفاوض مع المتصرف التركي، وبعد صلاة العصر ذهب الشيخ عبداللطيف ومعه محمد بن شلهوب من رجال الإمام عبدالعزيز والشيخ أحمد بن الشيخ عبداللطيف، حيث كان يجيد اللغة التركية وتوجهوا جميعًا إلى القصر، وبعد التفاوض مع الأتراك على إخراجهم من الأحساء، كتبت الشروط وذهب بها الشيخ أحمد إلى الإمام عبدالعزيز للاطلاع عليها وإقرارها وختمها. ويبقى بيت البيعة مزارًا سياحيًا وشاهدًا تاريخيًا وأثريًا في الأحساء، ويأتي إليه المواطنون والمقيمون من كلِ حدبٍ وصوب لزيارته والوقوف عليه والتقاط الصور التذكارية عنده، وتوثيق الماضي بالحاضر وارتباط المواطن بوطنه وتجديد الولاء والانتماء إليه واستلهام مواقف الشجاعة والبطولة والبسالة من مواقف الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله تعالى.