سؤال يطرح نفسه بكل قوة، - ونحن نعيش أجواء انتخابات في كل من مصر والجزائر وليبيا وأفغانستان وموريتانيا - متى نحفظ دروس الديموقراطية جيدا ونسعى إلى تطبيقها؟ والإجابة قد تأتي سهلة، لدينا ملكة في الحفظ، ولكننا نخشى التطبيق، فالمترشحين لمنصب الرئاسة في عالمينا العربي والإسلامي عادة ما يتحولون إلى أعداء، ومن ينجح منهم يحاربه الآخرون الذين لم يختارهم الشعب. في الولاياتالمتحدةالأمريكية خاضت «هيلاري كلنتون» حربا دعائية شرسة أمام الرئيس «أوباما» في سبيل الترشح للرئاسة ممثلة للحزب الديموقراطي، وقالت عنه بأنه ساذج وغير مسؤول، واتهمته بأنه يتلقى أموالا من رجل أعمال متهم بالغش والتزوير للإنفاق على حملته الانتخابية، وبأنه يزرع بذور التفرقة بين الأمريكيين من خلال تبنيه لخطاب يرتكز على اللون ويدعو للتمييز بين المواطنين، ومن أنه يدافع عن حقوق مالك أراضي تلاعب بالقوانين وتوسط في فضائح بالجملة، بل وقالت عنه بأنه لا يملك الخبرة ولا الدراية اللازمة لقيادة أمريكا، فماذا كانت النهايات؟.. بعد فوز أوباما عليها أولا كممثل للحزب، ومن ثم فوزه على المرشح الجمهوري السناتور «جون مكين»، وترأسه لأمريكا، عينها وزيرة للخارجية، وتجاوز عنها، وكافأها، وأشاد بقدرتها على كسبها استحسان ملايين الناخبين. قولوا لي في أي بلد عربي أو إسلامي يحدث مثل هذا التسامح، ويتم تكريم المنافس بدلا من إقصائه؟!. حتى السناتور «مكين» حينما أقر بالهزيمة أمام منافسه «أوباما»، ظهر إلى الملأ مهنئًا منافسه بالفوز، وقال له: «لقد قال الشعب الأمريكي كلمته، وأعدك بأنني سأبذل كل جهدي لمساعدتك على مواجهة التحديات». وبينما يَعدُ المتبارون نحو الرئاسة شعوبهم بالأمن والاستقرار، وتقوية الاقتصاد وتحقيق الرفاهية، يظهر علينا من يَعدُوا شعوبهم بحروب مقبلة، كما فعل المستشار «مرتضى منصور» حيث وعد ناخبيه بأن أول قرار سيتخذه عند فوزه هو إلغاء اتفاقية «كامب ديفيد» مع إسرائيل، والعمل على إسقاط المعونة الأمريكية! .. وعدٌ لا لزوم له الآن ومصر مثخنة بالجراح من الداخل. الشعوب دائما تمنح أصواتها إلى من ينتهج سياسة متعقلة تدفع باقتصاد وأمن البلاد إلى الأمام، وللمدرك للتوازنات، ولمن يعطي أولوية للاصلاح في الداخل. كل آمال شعوبنا تتطلع إلى تحقيق «الديموقراطية» في عالمينا العربي والإسلامي الذي أضعفته الخلافات والصراعات على السلطة، وأنهكته المؤامرات. متسابقونا بحاجة إلى أن يتحلوا بأخلاق رياضية عالية، يباركون للفائز، ويناصروه، ويساندوه حبا في الوطن. [email protected]