في تعليق صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليّ ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ،على ما توصلت إليه الدراسة الصادرة عن مؤسسة الملك خالد الخيرية حول خط الكفاية للأسرة السعودية التي قوامها " 5" أفراد هو "8926" ريالا شهريًا لكي تتمتع بحياة كريمة!! قال: "دراسة خط الكفاية تستحق بكل جدارة النظر فيها". وفي عين السياق، ثمّة تأكيد مطلق على ضرورة تطبيق ما توصلت إليه الدراسة على أرض الواقع.. أي ترجمتها إلى واقع ملموس يسهم في استئصال شأفة الكفاف التي يعاني منها جلّ المواطنين، والارتقاء بهم إلى تخوم الكفاية، والكفاية بحسب أدبيات علم النفس الاجتماعي تعني إشباع الحاجات الأساسية حدّ الاكتفاء والتي تعدّ بمثابة القاعدة الصلبة لانطلاقة الإنسان نحو آفاق أرحب في حياته العملية والاجتماعية، فالاكتفاء حتى الارتواء ينعكس إيجابياً على الأداء والإنتاجية، إذ لم يعد هناك همّ لكيفية تدبير المعيشة اليومية، لا بل ويغلق أبواب وقوى الفساد بمختلف أنواعه، والتي عادة ما يُلجأ إليها في سبيل الحصول على تمويل تكميلي بغرض إشباع الحاجات التي تعذّر إشباعها رغم أهميتها، وذلك بدخل متواضع جدا كراتب الوظيفة المتدني أو راتب التقاعد أو الضمان الاجتماعي الضئيل، وبحسب تعريف الدارسة لخط الكفاية: "بأنه الحدّ الذي يمكن عنده للأفراد أو الأسر أن يعيشوا حياة كريمة، ولا يحتاجوا لأي مساعدات إضافية، وهو الحدّ الذي دونه لا يستطيع الأفراد أو الأسر أن يعيشوا حياة كريمة، تغنيهم عن الاستجداء لدى المحسنين، أو التردد على الجمعيات الخيرية التي تقدم مساعدات، أو التسوّل"!! إنّ المتأمل في سلالم رواتب موظفي الدولة، بل وبعض المؤسسات والهيئات الحكومية وحتى القطاع الخاص "الأهلي"، يكتشف أن ثمّة رواتب وأجورا شهرية تقلّ عن خط الكفاية الوارد في الدراسة، مما يعني أن الحاجة باتت أكثر من ملحة لإعادة النظر وبشكل عاجل في تلك الرواتب والأجور والمبادرة بالعمل على زيادتها بما لا يقلّ بأي حال من الأحوال عن (25%) لتتجاوز خط الكفاية الذي سيصبح نقطة الأساس للحدّ الأدنى للرواتب والأجور ومنصة لمحاربة الفقر، فالكفاية هي أمضى الأسلحة لمنازلة الكفاف. * ضوء: "لو كان الفقر رجلًا لقتلته". [email protected]