"من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل"، هكذا تعلمنا في مقاعد الدراسة، وهكذا أثبتت لنا الحياة، هذه العبارة الخالدة التي كانت تتواجد معنا في ساحات المدرسة وفي الصفوف، وسعى المعلمون إلى ترسيخها في أعماقنا فهي بوصلة النجاح، وهي نموذج لمن أراد أن ينجح، وجسدت الإدارة النصراوية برئاسة الأمير فيصل بن تركي هذه العبارة قولًا وفعلًا حينما عملت على مدار سنوات وهيأت العالمي في الموسم الماضي لتكون أجمل عودة وأحلى إشراقة واعتلاء القمة ونيل ذهب الدوري أقوى البطولات. حينما يقول رئيس النصر إن المهر كان كبيرًا وبلغ 120 مليون ريال، فإننا نرى أن الثمن كان مالًا وعملًا إداريًا ناجحًا سبقه فكرٌ نيرٌ رسم الصورة بشكل جيد.. حدد الأهداف ووضع خارطة الطريق. تذكروا جيدًا في بداية الموسم عندما كنا نشيد بالتوجه النصراوي في وقت كانت تصدر البيانات من الأندية الأخرى الكبيرة، بيان تلو الآخر وانتقدنا تلك البيانات في حينها، فيما كانت سياسة "اصمت واعمل" تطبق في النصر، وبالفعل الصمت حكمة، وكما ورد في القول المأثور "إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، وبالفعل أثمر صمت النصراويين ذهبًا.. وأي ذهب.. بطولة الدوري وبعد طول غياب تمثل في 19 عامًا، وليدرك الجميع أن البطولات لا تتحقق بالأماني ولا بالبيانات وكثرة التصاريح، وإنما تأتي بالعمل المنظم الجاد، قد لا يحالفك التوفيق مرة، وقد تسقط مرة أخرى وأنت على بعد أمتار من المنصة، وقد يسلبك حكم بطولة بصافرة ظالمة، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والصحيح من وجهة نظري هذا الموسم أن النصر إدارة وجمهورًا وأعضاء شرف ولاعبين هم من يستحقون بطولة الدوري، خططوا وعملوا ونفذوا فاستحقوا أن يكونوا في قمة الهرم وفي الصف الأول وحدهم، كما أن الزملاء الإعلاميين النصراويين كان لهم دور في الإنجاز ويستحقون التهنئة. حقًا البطولات لا تأتي من فراغ ولا ضربة حظ ولا بالأماني، أما كيف تأتي وكيف تتحقق فالنموذج النصراوي أمام الجميع درس حاضر لمن أراد أن يستفيد. عندما تمتزج الخبرة مع حيوية الشباب ويحضر الفكر مع المهارة فإن هذه هي معادلة البطولات، يدركها كل من يفهم في عالم الكرة، ولا يستوعبها الدخلاء على الرياضة. تهنئة للنصراويين.. ورسالة لنور مبروك للنصر إدارة ولاعبين وجماهير وشرفيين وإعلاميين، وتهنئة خاصة لأخي محمد نور أسطورة العميد الذي غادر ناديه بمؤامرة أحيكت ضده وذهب للعالمي ليرفع رصيده إلى 23 بطولة وهو درسٌ آخر لمن أراد أن يتعلم كيف يكون الرد البليغ على من لا يقدرون قيمة أساطيرهم ولا يفقهون شيئًا في عالم كرة القدم والرياضة عمومًا. Abdullah [email protected]