وصفت مجلة "بلومبيرغ" الأميركية الرائدة المتخصصة في الشؤون الاقتصادية صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال أنه "وارين بافيت" المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى رجل الأعمال الأميركي البارز بافيت الذي يعتبر ثالث أغنى رجل في العالم. وقالت المجلة إن الأمير الوليد يخطط للعودة بقوة إلى الأسواق، وانه يقوم بتحويل الكثير من استثمارات شركته الضخمة إلى المملكة العربية السعودية التي يرى أن مستقبل الاستثمار فيها واعد جدا الآن. وهو يعتقد أن المملكة ستخرج من أزمة الاقتصاد العالمي الحالية في العام الحالي. وقالت المجلة في موضوع غلاف مطول عن صاحب السمو الملكي ورجل الأعمال العربي البارز نشرته هذا الأسبوع إن الأمير الوليد يخطط للعودة بقوة وباستراتيجية جديدة إلى السوق، إذ أنه بدأ يسحب مقادير كبيرة من استثماراته في الشركات الأميركية العملاقة وضخها في السوق السعودي وفي التركيز على صناعة الفنادق العالمية التي يمتلك فيها حصصا كبيرة جدا بالتشارك مع رجال أعمال وشركات استثمارية عالمية ضخمة في العالم، من بينهم بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت الكبرى للكمبيوتر الذي يتقاسم معه ملكية شركة فور سيسونز للفنادق العالمية الفاخرة. وتحدثت المجلة عن المشروع الضخم الذي وصفته بأنها "واحد من أكثر المشاريع طموحا" بالنسبة إلى الأمير الوليد حاليا، وهو مشروع بناء ناطحة السحاب الضخمة في مدينة جدة التي سيبلغ ارتفاعها كيومترا كاملا، وهي التي ستكون أعلى مبنى في العالم بعد إتمامها، متجاوزة مبنى برج خليفة في دبي بنسبة 21 بالمائة. وسيتكون مشروع الناطحة الذي سيقام على ساحل البحر الأحمر في مدينة جدة من عدد من الأسواق التجارية المسقوفة، ومارينا ومجموعة من الفنادق الساحلية فضلا عن مجموعة من الفيلات الفخمة والمتنزهات الطبيعية. وسيتكلف المشروع بكامله ما يقرب من 20 مليار دولار، وهي أموال يقول الأمير الوليد إنه سيجمعها من مستثمري الأسهم وبيع سندات في البنوك الإسلامية تابعة للشركة القابضة. ويتوقع الأمير إنجاز هذا المشروع خلال أربع أو خمس سنوات. وفضلا عن برج جدة الضخم، يخطط الأمير لبناء المجمع السكني "واحة المملكة"، شمال شرق الرياض، وهو تجمع سيضم منتجعا فاخرا ومرفقا للاحتفالات الضخمة ومجمعا من الفيلات الفارهة. وتنسب المجلة إلى الأمير الوليد قوله إن تغييره لاستراتيجية المملكة القابضة "قد تضعه على طريق يؤدي إلى تفوقه حتى على رجل الأعمال الأميركي العملاق بافيت." ويضيف الأمير في حديثه عن بافيت: "حين كان بعمري لم تكن ثروته وممتلكاته وأعماله تضاهي ممتلكاتي وأعمالي بعمري الآن. إن لدي 20 عاما على الأقل بالمقارنة معه." يذكر أن عمر بافيت هو 79 عاما فيما الأمير في أواسط الخمسينات. ويقول الأمير الوليد عن السوق السعودي إنه "حيث توجد الفرص الحقيقية الآن ونحن نتوقع أن تخرج المملكة هذا العام من الأزمة الاقتصادية العالمية." وتنقل المجلة عن أحد مساعدي الأمير الوليد قوله إن الأمير "تعهد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حين تولى العرش أن يقوم بنقل الكثير من استثماراته إلى المملكة." وقال المسؤول: "لقد قدم الأمير تعهدا لخادم الحرمين الشريفين. فبدلا من أن تكون 80 بالمائة من أملاكي واستثماراتي في الخارج، سأقوم بنقلها إلى أرض الوطن." وإضافة إلى استثماراته في العقارات وغير ذلك داخل المملكة، فإن الأمير الوليد يقوم بتوسيع استثماراته في الفنادق والصناعة السياحية. وتقول المجلة الأمريكية إن نسبة استثمارات شركة الأمير الوليد في العام 2009 في صناعة الفنادق بلغت 63 بالمائة من مجموع استثمارات شركته. وتقول المجلة إن الأمير الوليد تشارك مع شركة "فيرماونت" التي تتخذ من تورونتو الكندية مقرا لها وهي التي تدير أكثر من 90 فندقا عالميا فاخرا من فئة الخمس نجوم في جميع أرجاء العالم. ومن بين شركاء الأمير الوليد في هذه الشراكة "صندوق استثمار قطر السيادي" وشركة "كولوني كابيتال" التي مقرها لوس أنجلوس الأمريكية والتي أسسها البليونير الأمريكي توماس باراك.