* بقدر ما أحدثه الاحتراف من نقلة مادية في حياة اللاعب وبقدر ما نقله من أقصى يسار الحاجة إلى أقصى يمين البذخ إلا أننا نقف مع تصرفات بعضهم موقف "وحنينه أبداً لأول منزل". * هذه الحقيقة تدعمها جملة من الوقائع التي تؤكد أن اللاعب حتى يتأقلم مع أجواء الاحتراف فإن من المهم أن يكون على درجة من الثقافة التي تعينه على فهم ما له وما عليه وهذا لم يتحقق في بعضهم. * وإلا ما تفسير ما يتداول من أخبار عن لاعب رفض الالتحاق بالفريق وآخر متكرر الغياب والتأخير وثالث اختفى فجأة كما ظهر إلى غير ذلك من طابور الأسماء التي عاشت "ديكور" الاحتراف. * صحيح أنهم وقَّعوا على عقود بأرقام "فلكية" وصحيح أيضاً أنهم تصدروا المشهد الإعلامي بل وأصبح مسمى لاعب له "برستيج" خاص في محيط المجتمع إلا أن النتاج كما يلحظ الجميع. * فاللاعب الذي لا يحترم العقد واللاعب المحترف رفيق السهر والسفر واللاعب "المدخن" كل أولئك وإن عاشوا "هيلمان" الاحتراف إلا أنهم أبعد ما يكونون عنه. * ثم من العجيب أن يكون صوت اللاعب أعلى من صوت النادي بل وفي بعض المواقف يقف النادي من اللاعب موقف "طلبتك" وهذا يتنافى مع مفهوم الاحتراف رديف الجودة والمهنية العالية. * دون أن أغفل جانبا هاما ساهم في "تمرد" بعض اللاعبين بل وفي "شوفة النفس" على النادي ذلك فيما يتعلق بما للاعبين على النادي من متأخرات سواء في العقود أو الرواتب. * فلا يمكن بحال مطالبة اللاعب بما عليه دون أن يستلم حقوقه أولاً بأول أما مسألة تأخر الرواتب لخمسة أو ستة أشهر فهذا ليس له في منظومة الاحتراف الحقيقي محل من الإعراب. * لنعد إلى حقيقة أننا بقدر ما نستغرب من اللاعب أي تصرف ينافي مفهوم الاحتراف فإننا في ذات الوقت لا نعفي النادي من مسؤولية دفع اللاعب نحو ذلك لتبقى صورة الاحتراف عقدا على "الجودة" وفاله أن يكون....!