كشف يحيي خبراني الشقيق الأكبر للشهيد نايف خبراني ل»المدينة» تفاصيل اللحظات الأخيرة من حياة الشهيد ووداعه للأهل والأحباب قبل يوم من استشهاده، وقال: إن نايف كان ذا خلق رفيع وعرف عنه التزامه دينيًا ومحافظته على فرائضه وكان أحد المؤذنين في المسجد الذي يجاوره بحي القادسية بالدمام. وأضاف يحيى: إنه قبل أسبوع من مقتل الشهيد حضر إلى نايف أحد أصدقائه وقام باستضافته في منزله وتبادلا الحديث الودي وطلب منه هذا الصديق أن يستمع لصوت الأذان من صوته وقد عرف عنه أن يؤدي الأذان المكي، مضيفًا إن نايف كان يتمنى دائمًا أن يموت شهيدًا وكان هذا مطلبه وقد حدث والده في الأيام الأخيرة عن شعوره بأنه سيكون شهيدًا وقال لوالده ستتلقى العزاء فيّ يا والدي قريبًا، وكان مبتهجًا ومسرورًا، وفي اليوم قبل الأخير طاف نايف على أفراد أسرته وأقاربه وأصدقائه وودعهم الوداع الأخير وكان يقبلهم في كل مرة بحرارة شديدة مما دعى إحدى إخواته للقلق عليه بشكل كبير خاصة أنه ألح عليها في أن توقظ احدى بناتها حتى يتمكن من السلام عليها وإلقاء النظرة الأخيرة عليها وهذا لم يتسنَ له مما ترك شيئا في نفس شقيقته من هذا الموقف الذي لا ينسى. وأشار يحيى خبراني شقيق الشهيد إلى أن والده علم باستعداد مقام وزارة الداخلية لتلبية أي طلب يطلبه وأن كل ما يريده مجاب ولكنه قال: لا أريد شيئا ونحن ننعم بالأمن في ظل قيادتنا ووطننا ولا ينقصني شيء سوى أن أرى وطني واحة للأمن ومقصدًا للمسلمين ومنارة في الأرض ونحن على العهد والوعد باقون أنا وأبنائي وكل فرد شريف في هذا الوطن للدفاع عنه وحماية مقدساته وهذا أقل شيء نقدمه لوطننا وقيادتنا الرشيدة. وأضاف يحيى: إن كل ما يرجوه والده هو طلب واحد فقط لاغير وهو نقل ابنه ابراهيم المعلم بمنطقة يدمة في نجران الى قرية أبوسبيلة بجازان حتى يكون بالقرب من والده ووالدته الطاعنين في السن وأيضا ليكون قريبًا من زوجته وأبنائه لتكبده أسبوعيًا عناء السفر من نجران الى جازان. وقال يحيى خبراني: إنه عند احضار جثمان نايف من المستشفى وعند إلقاء النظرة الأخيرة عليه من زوجته وأخواته كان الموقف مدهشا للغاية فبدلا من البكاء والعويل أصبحت زوجته وأخواته يطلقن الزغاريد من الفرح لما مضى اليه الشهيد من نعيم مقيم في جوار رب العالمين وكانوا في غاية البهجة مما خفف المصاب علينا كثيرًا، وهذا ما انعكس على والدي وإخوتي وبقية أفراد الأسرة والأقارب وساعدنا في تقبل المصاب والرضا بقدر الله تعالى، وأضاف يحيى إن نايف أدى جميع فرائضه واعتمر عدة مرات وكان ذا سلوك طيب مع الجيران والمعارف ولم يعرف عنه الإ حسن الخلق ودماثة المعشر. وكانت «المدينة» قد رصدت تفاصيل اليوم الثاني من مراسم العزاء للشهيد نايف خبراني بحي القادسية بالدمام وعايشت الحدث عن قرب والذي غلب عليه الارتياح والرضا والتسليم حيث توافد العديد من أحباء نايف وزملائه وكل من تعامل معه في حياته وأجمع الحاضرون على جلل الخطب وفقدهم لواحد من أبناء الوطن المخلصين الذي تميز بأخلاق عالية وشجاعة نادرة.