الناس يشكون من ارتفاع سعر المواد الغذائية، ولا يزال مشهد أحدهم حاضرًا، حين جاء مفزوعًا من ارتفاع سعر الطماطم في السوق. * رفض نصيحة من اقترح عليه أن يأتي بنصف حاجته اليومية أو التوقف عن استخدامها. وقال بصوت عالٍ، لا أريد أن أغير شيئًا تعوّد عليه البيت. * قالوا له.. كل شيء ارتفع سعره، وليس الطماطم، وفي مقدمة ذلك اللحوم والأسماك والزيوت والألبان. لقد تجاوز سعر الخروف اليوم الألف ريال، ولا يزال الناس يتسابقون على إراقة دمائه بعدد كبير في أقل المناسبات، وعلى عهدة هذه الجريدة، قدّر مختصون أن نسبة هدر الأرز المستهلك في المملكة تصل إلى مليار طن سنويًا، نصفه تجدونه في حاويات القمامة بجوار المنازل التي تمتلئ ببقايا طعام يقيم أود آلاف الجائعين في أحياء كثيرة. * عثرت على حكمة صينية، أو دعوة لعدم البعزقة نستطيع من خلالها وضع حد للإسراف، وتقلل من ارتفاع الأسعار، يرويها الأستاذ محمد حسنين هيكل، حينما ذهب ذات مرة إلى عشاء في مطعم "بط بكين" الشهير.. لقد كان العشاء من سبعة أطباق من بطة واحدة: خمسة قطع باردة من البطة في أول طبق.. كبد البطة مقليًا في طبق ثانٍ.. أضلاع البطة بالصلصة في طبق ثالث.. قلب البطة في قطع صغيرة محمرة في طبق رابع.. لسان البطة وأمعاؤها والبنكرياس مطبوخة مع الخضر في طبق خامس.. جسم البطة وهو الطبق الرئيس مشويًا في طبق سادس.. عظام البطة مسلوقة في طبق حساء في النهاية وهو الطبق السابع. وحين قال الضيف.. لم يبقَ من البطة سوى ريشها وأرجو ألاّ نأكله، رد الداعي وهو رئيس تحرير أكبر صحيفة تصدر في الصين.. لا.. إن المطعم يبيع ريش البط لأغراض صناعية. لا أقول لأمتنا افعلوا ذلك ولكن شيئًا من ذلك!!