الأخ الوافي والذهب الصافي بسَام الفليح: تحية طيبة وبعد، بعد اطلاعي على مقالكم المنشور في هذه الصحيفة تحت عنوان “بيض الله دجاجتك”، لمست من خلال حروف المقال تلك الحرقة “المشوية” الناتجة عن المآل الذي وصلت إليه أسعار الدجاج و”طيرانها” التصاعدي الذي ليس بالطبع وليد اللحظة، بل شهد مراحل “تتبيل” أولية فتحاً للشهية التجارية، وربما ليس عليّ تذكيرك يا أخي وزميلي بأنه قبل فترة انقرضت إحدى سياسات التجزئة المتبعة وهي بيع “ربع الدجاجة” تقديراً لحال الجائع! ولم تعد إلا من حكايات الماضي السحيق بعد امتناع المطاعم عن تقديم هذا الربع! لتنتقل الدجاجة من إمكانية تقسيمها إلى أربعة محاور إلى تحييد هذا الاتساع والاكتفاء ببيعها مطبوخة بطريقة “ثنائية المحور”! فإما شراء نصفها المشوي أو المسلوق أو المقلي؛ أو شراؤها كاملة فسبحان مغير الأحوال، وسبق ذلك إغلاق محلات ذبح الدواجن لتنقطع العلاقة “الطازجة” بين “المستهلك” و”دجاجته”! فأصبحت الصلة “جامدة” ورتيبة نعوّض عنها بقراءة تاريخ الإنتاج أسفاً على عهد مضى كنا نعدّ فيه “مشوار” شراء دجاجة رحلة مسلّية؛ نسمع فيها -على الطبيعة- أصواتها المتدافعة الرخيمة، وتتطلع إليها أعيننا ببهجة ريشها الأبيض الذي يكسو جسدها البض! وافتقدنا حرَية الاختيار التي كانت تتيحها لنا محلات بيع الدواجن الحيّة بمنحها إيّانا الفرصة الكاملة لاختيار الدجاجة -التي تناسب احتياجات وذوق المشتري- من بين عشرات وربما مئات الدجاجات! ومع غروب تلك الحقبة الفارطة فلا عزاء لنا حيث تبدو في الوقت الحالي -ما بين صقيع الثلاجات- متشابهات في الشكل والسعر!