لا يمكن أن يرغب أي شخص في رؤية تمساح في مطبخه الخاص ،إلا إذا كان هذا الشخص طاهيا في مطعم راق أو ربة منزل تعد طبقا لذيذا في سنغافورة. وأصبحت لحوم التماسيح مشهدا مألوفا على مائدة العشاء، ويأتي معظمها من مزرعة لونج كوان هونج للتماسيح، حيث يحظى مديرها روبن لي بتجارة رائجة في الآونة الأخيرة. وارتفعت المبيعات الشهرية من 5ر1 طن في عام 2010 إلى 5ر2 طن في العام الماضي، كما زادت قاعدة العملاء من 100 إلى 300 عميل. ووصل هذا الاتجاه إلى قطاع تجارة التجزئة على مستوى الشارع وأيضا بالنسبة للمطاعم الراقية. ونمت المبيعات في سلاسل المتاجر الكبرى في البلاد بمقدار عشرة أضعاف في عام 2011. وقد يكون أحد أسباب هذا النمو هو الإصرار التسويقي لفريق لي. وقال لي 36 عاما الذي يدير عمل العائلة المستمر على مدى أكثر من أربعة عقود :"من قبل، لم يكن الناس يعرفون من أين جاء هذا الحيوان، إذا ما كان قد جاء من البرية أو من المزارع. كما لم تكن لهم معرفة بطعمه أو كيفية تحضيره". وتابع :"لذلك ذهبنا إلى المتاجر لتقديم عروضنا وقمنا بتعليم المستهلكين كيف يقومون بطهي وتقديم عينات للتذوق. واليوم، أصبح كثير من الناس يدركون أن لحوم التماسيح لها فوائد صحية، وخاصة ضد الربو". المطاعم تقدم 60 طبقاً مختلفاً من الحساء واللحوم المشوية والمقلية والمسلوقة وحتى بعض أكشاك الباعة المتجولين تشتمل قوائم الطعام لديهم على لحوم التماسيح. وفي مركز "لافندر فود سكوير" للطعام، يسير العمل بشكل جدي في كشك يقدم حساء التماسيح. وقال الطاهي المشغول الذي يقوم بطهي الطعام :"نبيع لحوم التماسيح منذ ما يتراوح بين 10 و15 عاما لكنها أصبحت أكثر انتشارا في الآونة الأخيرة فقط". ويقدم الطاهي حوالي 60 طبقا في اليوم، حيث يقدمه مع مزيج خاص من الأعشاب التي تهدئ الجسم، وفقا للطب الصيني التقليدي. يختار نوعا من التماسيح لإعداد وجبة عشاء وقال :"لحوم التماسيح جيدة للربو. ولكن في الأساس أعتقد أن المبيعات تتزايد لأن الناس أصبحوا أكثر جرأة ويغامرون بتناول شيء جديد". ويبلغ سعر طبق لحوم التماسيح 10 دولارات سنغافورية (7 دولارات أمريكية)، وهو أغلى قليلا في مركز للطعام منخفض التكلفة حيث تقدم أطباق أرز الدجاج بثلث هذا السعر. ولا تعد لحوم التماسيح عنصرا تقليديا في المطبخ السنغافوري، ولكن هذه التقليعة تتزايد في السلسلة الغذائية في الوقت الذي تهب فيه الرياح السياسية ضد الوجبات الصينية التقليدية مثل زعانف القرش والكلاب. ودفعت الضغوط لوقف ذبح أسماك القرش من أجل زعانفها إعلان سلاسل المتاجر الكبيرة الثلاثة في البلاد أنها ستتخلص من المنتج بشكل تدريجي. كما أصبحت لحوم التماسيح خيارا غريبا في المطاعم الفاخرة أيضا. وفي قصر الذواقة الصيفي بفندق ريجنت،أكدت نادلة أن لحوم التماسيح المسلوقة أصبحت خيارا شائعا. وأوضحت :"يمكنك أن تختار بين اللحم الحار أو غير الحار". وبصرف النظر عن حساء التماسيح واللحم المسلوق، يمكن تقديمها مشوية أو مقلية في بعض الأماكن. ويشبه طعم لحوم التماسيح كخليط بين الدجاج والسمك ربما سمك القد أو الحبار أو الاسكالوب. ويعتمد طعمها الطري على طريقة تحضيره ويقدم مع زينة وتوابل. كما ترتبط شعبيتها الجديدة بالاعتقاد في الطب الصيني التقليدي بأن لحوم التماسيح تعزز جهاز المناعة وتمنع مشكلات الجهاز التنفسي. ففي سنغافورة الحديثة، ربما تتراجع المخاوف القديمة من التماسيح التي تأكل الرجال لتفسح الطريق أمام الرجال الذين يأكلون التماسيح.