«جراد مشوي»، «جراد مسلوق»، «جراد مقلي»، «جراد بالمايونيز»، «صينية جراد بالبطاطس»، «ساندويتش جراد بالكاتشاب»،..، وأصناف أخرى جرادية كثيرة، ابتكرها رسامو الكاريكاتير في مصر في الآونة الأخيرة للإشارة إلى أن وجبات الجراد المطبوخ سيكون لها شأن في المطبخ المصري في المستقبل القريب بعد أن شهدت أجواء مصر هبوب العاصفة الحمراء أو أسراب الجراد الصحراوي في نوفمبر الماضي في هجوم شرس لم تعرفه البلاد منذ أكثر من نصف قرن من الزمان. وإذا كانت الحكومة المصرية قد أعلنت عن نجاحها في التعامل مع أسراب الجراد خلال الأسابيع الماضية بواسطة المبيدات وطرق المكافحة المتّبعة، وقامت بتشكيل لجنة استشارية لمقاومة الجراد، فإن الخبراء يتوقعون أن هناك احتمالات كبيرة لأن تتعرض مصر لهجمات أخرى من أسراب الجراد لظروف مناخية متعددة، الأمر الذي يجعل ظهور «وجبات الجراد» في المطبخ المصري، بل وفي المطاعم المصرية، أمراً غير مستبعد، خاصة بعد الإيضاح الشرعي والرسمي أن أكل الجراد حلال وفيه فوائد وأنه شائع في بعض الدول، على أن يكون الجراد نظيفاً وخالياً من المبيدات، وألا يكون قد تناول أعشاباً مرشوشة بالكيماويات! وكانت قد سرت شائعة تفيد بأن بعض الباعة المتجولين في شوارع القاهرة قد قاموا بالفعل خلال هجمة الجراد الصحراوي الأخيرة بجمع أعداد من الجراد وبيع ساندويتشات «جراد مطبوخ» للمواطنين الذين استلذ عدد منهم هذا الطعام ووصفه البعض بأنه «جمبري الفقراء»! وإذا كان المصريون مولعين بالوجبات الشعبية، فربما يضيفون إليها الجراد المطبوخ باعتباره أكلة شعبية قديمة عرفها في الماضي سكان مناطق متعددة من بينها الجزيرة العربية لندرة الأغذية (وخاصة البروتينات) في ذلك الوقت. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الجراد (النظيف) له قيمة غذائية كبيرة لاحتوائه على نسبة عالية من البروتين ونسبة ضئيلة من الدهون فضلاً عن الفسفور والكالسيوم والمغنيسيوم والزنك والحديد والبوتاسيوم والصوديوم! وفي ظل ارتفاع أسعار البروتينات الحيوانية بكل أصنافها في مصر من ماشية وأغنام وطيور وأسماك وغيرها، يظل «طبق الجراد المطبوخ» احتمالاً قابلاً للتحقق في المطابخ والمطاعم المصرية، وإن ظل هذا الاحتمال مؤجلاً حتى هذه اللحظة!