هؤلاء الأيتام الذين يشفق عليهم البعض ويستصعب حالهم ويساعدهم ويعينهم على تحمل هموم هذه الحياة وتجاوز طفولتهم القاسية ويحث الجميع على كفالتهم لقد أجمع عظماء التاريخ على نباهتهم ونُبلهم وذكائهم الحاد وفطنتهم وحسن أخلاقهم والإحساس لديهم بآلام الآخرين وهذه الصفات قد تكبر معهم وتعتبر هبة أكرمهم الله بها. وعلى رأس هؤلاء العظماء بل الأعظم من كل العظماء وخير البشرية نبينا الهادي اليتيم الذى ولد يتيما والذى نشأ يتيمًا وهو الذي أكرم كل يتيم بأمر الله "وأما اليتيم فلا تقهر" إنه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي عاش قويًا مهيبًا وكريمًا وعزيزًا شريفًا صادقًا مُبرزًا بين كل أقرانه حتى اختاره الله تعالى لرسالته فنال كل الخير والرفعة بها وأمتن عليه برفعته وإيوائه (ألم يجدك يتيما فآوى... الآية..). وهذا النبي عليه الصلاة والسلام صاحب البحر الأخلاقي الذي كلما شربنا منه ازددنا ظمئًا شاءت حكمته تعالى أن يكون يتيمًا تطييبًا لقلوب اليتامى من بعده. فسيد الخلق وحبيب الحق عليه الصلاة والسلام يحسن إلى اليتامى ويبرُّهم ويُوصي بكفالتهم ويبيّن الفضائل المترتبة على ذلك فقد روى البخاري وغيره أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:- "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ وَقَرَنَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ". ومن الأيتام نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام فلا نقول إنه فقد أباه بل لم يكن له أب أصلًا.. ومن غير الأنبياء مع عدم المقارنة في المكانة والرفعة للأنبياء عليهم السلام هناك عظماء وعلماء وقواد في العالم هؤلاء كانوا قد فقدوا والديهم أو احدهم قبل البلوغ وعاشوا أيتاما ومنهم الشاعر الكبير المتنبي الذى كان يتيمًا والإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة والإمام الشافعي والإمام أحمد ابن حنبل وطارق بن زياد الفاتح المشهور فاتح الأندلس وجمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد المعروف بإبن الجوزي والعلامة الشيخ عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان كفله جده الخليفة هشام بن عبدالملك. من ناحية أخرى هناك من عاش يتيمًا مثل جنكيز خان وأتاتورك وهتلر أبو النازية ولنكولن وواشنطن رئيسا الولاياتالمتحدة وجمال عبدالناصر والملكة فكتوريا والملك إدريس ملك ليبيا ونيرون الإمبراطور الذي أحرق روما ولويس الرابع عشر ملك فرنسا ولينين زعيم روسيا السوفيتية الأول وستالين زعيم الاتحاد السوفيتي الأحمر وغاندي الزعيم الهندي صاحب مذهب اللاعنف.! وفى بلادنا أيتام كُثر وهم كرماء ونبلاء تعتني بهم وهم صغارعدة جمعيات عامة وخاصة ومنها جمعية إنسان وجمعية تكاتف للأيتام وغيرهما رغم أنهم يكادوا أن يكونوا جنودا مجهولون قد لا يشعر بهم أحد.؟ فمنهم من كبر واندمج تلقائيًا فى المجتمع وقد شق طريقه الى المستقبل بكل عزيمة واقتدار ونجاح وبعضهم قد تبوؤوا أعلى المناصب رغم مرورهم على حالات ولحظات مُرَّة وصَعبْة للغاية في طفولتهم.! [email protected]