مفارقة غريبة أن تبدأ محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي الثلاثاء 28 يناير، في نفس اليوم الذي هرب فيه من سجن وادي النطرون، وهو أيضًا نفس اليوم الذي قررت فيه جماعة الإخوان النزول إلي الشارع بعد أن قام الشباب بمهمة خلخلة النظام وإنهاك الشرطة التي صدرت الأوامر لها بالانسحاب، ووجد الإخوان فرصتهم للوصول إلى السلطة. المفارقة الأهم أن الاتهام الذي وُجّه إلى مرسي جرى وهو على قمة الحكم، وقد جاء الاتهام من محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية التي كانت تنظر قضية هروب عدد من المسجونين من سجن وادي النطرون، وقد وجد المستشار خالد محمد علي محجوب رئيس المحكمة أن هناك سجينًا هاربًا لم يشمله قرار الاتهام هو رئيس الجمهورية محمد مرسي العياط، ولم يتردد وطلب إلى النيابة العامة استدعاءه كمتهم لسماع أقواله بصرف النظر عن المنصب الرئاسي الذي يشغله. وبالتالي لا يستطيع أنصار الإخوان أو حقوق الإنسان أو أي جهة ادعاء أن الاتهام جاء لأسباب سياسية، بل كان موجهًا وهو في أوج سلطته قبل شهرين من عزله. المفارقة الثالثة أن مرسي سجل اعترافًا واضحًا قد يجعله شاهد الإثبات الأول، باتصاله التليفوني الذي أجراه فور خروجه من السجن بقناة الجزيرة، والتي اعترف فيها مرسي بصوتٍ واضح وواثق، أن مجموعته كانت في سجن 2 عنبر 3 في سجن اسمه سجن وادي النطرون على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية، وأنهم 34 مسجونًا خرجوا معًا بعد أن تمكّن الأهالي من فتح السجن لهم. ثم يبادر دون أن يسأله المذيع ويقول: تحب تعرف الأسماء: محمد مرسي، عصام العريان، سعد الكتاتني، محيي حامد، محمود أبوزيد، مصطفي الغنيمي، سعد الحسيني، دول سبعة من مكتب الإرشاد. مفارقة أو حقيقة أخرى وهي أن أوراق التحقيق كشفت ما يشير إلى فضيحة أكبر كثيرًا تتعلق باتهام محمد مرسي وهو رئيس «بالخيانة»، وهي تهمة لم تُنسب تاريخيًا من قبل إلا إلى الخديوي توفيق، الذي لجأ إلى الإنجليز لحمايته من تهديدات الزعيم أحمد عرابي. المزيد من الصور :