فجّرت الدورة الثانية من جائزة السنوسي الشعرية التي اختتمت الأسبوع المنصرم الخلاف بين اللجنة المنظمة للجائزة وعدد من مثقفي المنطقة بسبب انضواء الجائزة تحت مجلس التنمية السياحي بالمنطقة، وليس جهة ثقافية كنادي جازان الأدبي، أو أكاديمية مثل جامعة جازان، مستندين في ذلك إلى أن الجائزة تتسمى برائد من روّاد الثقافة والأدب والفكر وليس السياحة، بما يستوجب أن تكون أي جائزة باسمه مرتبطة بالمؤسسات الثقافية أو الأكاديمية كوضع طبيعي، معتبرين أن وضع الجائزة الحالي يمثل استغلالاً لاسم رائد من رواد الأدب والشعر في المملكة، وإقحام المجالات الأدبية باسم السياحة، بما يمثل ترويجًا سياحيًا باسم السنوسي وليس تكريمًا له، وهو أمر مرفوض لدى قطاع كبير من مثقفي المنطقة لمكانة السنوسي المحلية والعربية، الذين يريدون للجائزة أن تكون لائقة بمنطقة جازان الثقافية وبشاعر الجنوب الذي خدم منطقته بشعره وبجهده، ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بأن تكون الجائزة تحت مظلة أدبية وثقافية كالنادي الأدبي أو جامعة جائزة، أو أي جهة أكاديمية معتبرة. من جانبه يقول المشرف العام على الجائزة الشاعر محمد إبراهيم يعقوب: في البدء أوجه الشكر لمجلس التنمية السياحية في المنطقة على استمراره لدعم الجائزة في دورتها الثانية، هذه الجائزة أسست في دورتها الأولى ونجحت في دورتها الثانية وأضافت إلى هوية جازان الثقافية الأمر الكثير إلى جانب صبغة الوفاء التي نتذكر من خلالها رموزنا الذين سيظلون معنا، كما أن الجائزة في هذه الدورة قد أخذت على عاتقها تكريم 23 فردًا فهي قائمة على الوفاء بدًءا وانتهاءً. هذه البدايات وهذا النجاح وهذا الوفاء لا يمكن له إلاّ أن يستمر عبر أي جهة سواء كانت جهات ذات اختصاص أم جهات خاصة، فلا يمكن لهذه الجائزة إلاّ أن تستمر ليس من أجل شخص أو مجموعة ولكن من أجل جازان ككل. فالحراك الثقافي في الرياض أو في المنطقة الشرقية أو جدة تسهم فيه العديد من المؤسسات الرسمية والخاصة، وجازان تستطيع من خلال النجاح الذي حققته في دورتها الأولى والثانية، مشددًا على أن الحديث عن الجهة الداعمة للجائزة لا جدوى منه، والأجدى منه هو الحديث عن استمرار هذه الجائزة تحت أي مظلة سواء كان المشرف عليها محمد يعقوب أو غيره، فالفكرة ليست ملكًا لأحد، ولكن العمل الثقافي أيًا كان مصدره هو ما يجب أن يكون الحفاظ عليه من الجميع خاصة في ظل الإضافة الحقيقية التي قدمتها الجائزة للفعل الثقافي في منطقة جازان، مؤكدًا أن كل ما يتمناه هو أن لا تختزل الفكرة في شخص أو جهة فعلينا أن ندعم الثقافة أينما كانت ومهما كانت. وامتدح الشاعر الدكتور عبدالله الوشمي الجائزة بقوله: إنها استطاعت أن تكمل دورتها الثانية وهي جائزة راشدة، ولعل هذا الرشد يأتي من مداخل رئيسة، أولها أنها تتأسس على الوفاء، والوفاء لا يأتي إلا بخير، فكان الوفاء في الدورة الأولى لشخصية السنوسي، وفي هذه الدورة امتد الوفاء إلى جيل كامل من الآباء. إضافة إلى أن جائزة السنوسي تكمل الشعلة الجميلة التي بدأت تنتشر في المملكة، وهي الجوائز المسماة على أسماء كبار المثقفين. فيما يرى الشاعر أحمد اللهيب أن لها أهدافًا كبرى منظورة في عنايتها بالشعر، والصغرى في وجود الشعراء الشباب الذين يدهشون القلب قبل العقل والذين أعتبرهم نواة للشعر السعودي مستقبلا. بينما يرى الناقد المصري الدكتور عادل ضرغام أن أهمية جائزة السنوسي تأتي من ارتباطها بالمدينة الشاعرة جازان، ومن ارتباطها باسم علم من أعلام الشعر العربي الحديث وهو محمد السنوسي.