مع انطلاق الدورة الثانية ل"جائزة السنوسي" التي ينظمها مجلس التنمية السياحي بمنطقة جازان، ويشرف عليها الشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وتسلم جوائزها تزامنا مع مهرجان المنطقة الشتوي، كشفت العضو المستقيل من مجلس إدارة أدبي جازان الشاعرة شقراء المدخلي عن تفاجئها بانطلاق الجائزة من هيئة السياحة والآثار بجازان بعد طرحها لفكرة الجائزة على طاولة مجلس إدارة النادي الأدبي، وقالت في تصريح إلى "الوطن": ليس سراً إن قلتُ إنني لم أتألم لشيء كخروج جائزة السنوسي من أروقة النادي لهيئة السياحة، فأنا التي طرحت أول ما طرحت إعادة طباعة أعمال الرواد "السنوسي، والعقيلي، والنعمي"، ثم جائزة السنوسي. وأضافت المدخلي: الجائزة بمسماها وتفاصيلها المعلنة مسروقة ولا شك، ولا أؤمن بما قدمه رئيس مجلس الإدارة وقتها من أعذار، ومن يراجع الاقتراح المقدم يومها وتفاصيل الجائزة المعلنة فسيجد البينة. وأوضحت المدخلي: لقد فاجأني يومها رئيس مجلس الإدارة محمد يعقوب بقوله "هذه فكرتي" فلم أعلق حينها لاطلاعي المسبق على مقترحاته المقدمة التي لم أجد بها فكرة للجائزة، فظننته يمزح، لأن جملته جاءت عَرَضاً قبل بدء المجلس عرض ومناقشة المقترحات، لكنني فوجئت بعد ذلك بخبر انطلاق الجائزة. وأكدت على أنه "بمجرد خروج الجائزة من أروقة النادي الذي هو رئيس مجلس إدارته آنذاك وانطلاقها بتلك الصورة الهزيلة من هيئة السياحة فهذا دليل على غلبة "الأنا" واستغلال أسماء الرموز لتحقيق مصالح شخصية، بعيداً عن الهم الجمعي للمؤسسة الأدبية". وأوضحت أن أي مشروع ثقافي يحمل اسم رائد من رواد الأدب والثقافة حري بالعناية والتقدير وبذل أقصى الإمكانات، ليكون لائقاً بالاسم الذي يحمله، وذلك ما لا يتوفر في جائزة السنوسي بشكلها الحالي، على حد قولها. وطالبت بعودة الجائزة لأدبي جازان، وأن تعين لها أمانة عامة أو هيئة استشارية. من جانبه كشف رئيس مجلس إدارة أدبي جازان الأسبق الشاعر أحمد الحربي عن تقدمه لمجلس إدارة النادي الأدبي أثناء رئاسته بمشروع "جائزة جازان للشعر العربي"، مضيفا أن المجلس وافق عليه وشكلت لجنة للعمل على إنجازه، مكونة من الشاعر محمد يعقوب والشاعر مهدي حكمي وغيرهما، لافتا إلى أن اللجنة أنجزت جميع أعمالها، بما في ذلك اقتراح أمانة للجائزة، ولم يبق سوى التنفيذ الذي تم تأجيله للموسم القادم آنذاك، واستدرك: لكنني فوجئت بأن مشروع الجائزة تم سلبه وتعديل مسماه والذهاب به للسياحة. ونفى الحربي أن تكون الخلافات بأدبي جازان وراء خروج الجائزة من حضن النادي، مؤكدا أن حب الظهور على حساب الغير كان أحد أهم الأسباب التي غادرت بالجائزة من النادي إلى هيئة السياحة، وطالب بعودتها للنادي، كونه أولى من هيئة السياحة، لافتا إلى أنه قد يعطى الأفراد الحق في تبني الجوائز الثقافية، شريطة أن تمارس عملها ضمن منظومة المؤسسات المدنية، وإلا فإن استحداث جوائز بأسماء الأدباء سيحدث فوضى عارمة. من جهته قال الشاعر علي الأمير "يبدو أن الإخوة في المهرجان الشتوي أو في مجلس التنمية السياحي والمشرف العام عليها قد ارتجلوا الجائزة، أو أنهم يجهلون الأسس المنظمة لمثل هذه الجوائز"، مضيفا أن تسليمها لفرد هو المدير والمشرف العام والمسؤول وأمين السر والمتحدث للإعلام يعني أن الجائزة لم تعد تعني السنوسي الذي ظلم بحمل اسمها، وإنما تعني الفرد الوحيد القائم عليها بشكل أو بآخر، موضحا أنه لا مجلس التنمية ولا المهرجان الشتوي "يعرفون" أن الفكرة كانت مطروحة في النادي الأدبي المكان الطبيعي للجائزة. وذهب رئيس نادي جازان الأسبق الأديب عمر طاهر إلى أنه من حيث المبدأ لا يوجد مانع من أن يتبنى شخص له علاقة بالوسط الثقافي مشروعا ثقافيا يشمل مبادرات تكريمية، ويكون قادرا على دعمها واستمرارها بصورة متكاملة، ولا سيما في حالة غياب مؤسسة ثقافية ذات صفة اعتبارية لها إعانات من الدولة، أو في حالة تقاعس مقصود من مثل تلك المؤسسات، أو ارتباك إداري كالذي حدث لبعض الأندية، مضيفا: لكنها تظل مبادرات شخصية غير مضمونة الاستمرار، إلى جانب عدم استقرارها النظامي، مؤكدا أنه في مثل حالات الرواد من مثقفي جازان الراحلين فإن الأمر لا يستقر إلا تحت مظلة ثقافية معتمدة وقادرة على تبني مشروعات كبيرة من شأنها أن تصبح ذات تنظيم وتطور شامل يليق بذكرى تلك الشخصيات المؤثرة في حياتها تأثيرا ممتدا بعد رحيلها. إلى ذلك نفى المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بجازان رستم الكبيسي أي علاقة للفرع بمسابقة ليالي الشعراء أو جائزة السنوسي، مضيفا أن مسابقة ليالي الشعراء انطلقت قبل ثلاث سنوات بفكرة تقدم بها محمد يعقوب، وتبناها مجلس التنمية السياحية ضمن فعاليات المهرجان الشتوي بعد موافقة أمير المنطقة، موضحا أن صاحب فكرة جائزة السنوسي للشعر هو أيضا محمد يعقوب وتبناها مجلس التنمية السياحية كفعالية تقام ضمن فعاليات المهرجان الشتوي بعد موافقة أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية، لافتا إلى أن الجائزة تتلقى دعمها من مجلس التنمية السياحية، وأنه دعم بسيط. "الوطن" تواصلت هاتفيا مع محمد يعقوب ووعد بالرد، لكنه لم يرسل رده حتى إعداد هذا التقرير للنشر.