شخصيًا أنا من المؤمنين بثقافة الاستقالة بدلاً من الإقالة (التي لا يعمل بها إلا إذا شهد عليها أربعة شهود)! لأي مسؤول أخطأ في حق مواطن! لكن والظاهر أن هذه الثقافة لا يستطيع التعامل معها إلا ذو ضمير حي! الطفل الذي صعق الأسبوع الماضي في الكورنيش ولم يتقدم أحد ليقول هذا خطأي، يعني أمورًا كثيرة! أن تتهرب كل جهة وتلقي باللوم على غيرها تحتاج إلى إعادة نظر في كيفية اختيار أي مسؤول بحيث نلجأ مستقبلا إلى قياس مستوى الضمير والإنسانية! المتابع للحوادث التي تحصل وتعلن عنها الصحافة والمواقع الاجتماعية في أغلب قطاعات الخدمات محبط! بدءًا من الصحة وأخطائها الطبية إلى موت المعلمات بالجملة، إلى كوارث الطرق، إلى الأمراض المنتشرة بسبب شاحنات الصرف الصحي، إلى حاويات القمامة المكشوفة وووو... يمتهن بعض المسؤولين سياسة قضاء وقدر دون الأخذ بالأسباب! لكن، هل يعلمون الفرق بين القضاء والقدر؟، لا أعتقد. هي سنة حسنة أن يتقدم يومًا ما مسؤول باستقالته، وصدقوني سيصبح بطلاً وطنيًا، وسيفتح الباب لمن بعده، وسيبقى ذكره بين الناس بالخير والدعاء. فلنعلن عن مسابقة (من يستقيل أولاً يصبح بطلاً)! ويبقى الأمل في انتظار أول بطل. حرية رأي... لا أكثر.