مدخل: الطائف المأنوس.. المدينة الجميلة في جوها وموقعها ومزروعاتها.. المدينة العريقة (تاريخًا وحضارة).. المدينة التي مر بها وما حولها رسول البشرية.. سيدنا ونبينا محمّد صلّى الله عليه وسلّم.. لنشر دين الله القويم على ربوعها.. وعاد منها وهو يدعو لأهلها بالهداية والرشاد.. رغم ما قوبل به منهم بادئ ذي بدء.. من جفاء وأذى في قبول دعوته الخيّرة.. المدينة التي تحتضن بين جنباتها ضريح ومسجد الصحابي الجليل والعالم النحرير.. عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.. ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.. المدينة التي اتخذها جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مقرًا للدولة خلال فترة الصيف للمميزات التي تتمتع بها.. من أهمها قربها من مكةالمكرمة.. فكانت وما زالت منذ ذلك الحين حتى الآن المصيف الأول للبلاد.. بدعم وهمة حكام البلاد ومسؤوليها.. لذا فلا غرابة أن تظل حقلًا خصبًا ومصطافًا جميلًا يرتاده المواطنون والسياح من كل صوب وحدب.. وفي طليعتهم الكُتّاب والأدباء والشعراء ومن يماثلهم.. للتمتع بمزاياه الفريدة ونشر إبداعاتهم وأخيلتهم من على أرضه المعطاء.. المدينة التي تغنى بحسنها وجمالها الشعراء وقلدوها أجمل قصائدهم (وصفًا وإلهامًا وجمالًا وطبيعة وعراقة) وفي طليعتهم شاعر العروبة الكبير الأستاذ فؤاد الخطيب والذي تغنى في شأنها بقصيدته المشهورة (أنا في الطائف) من أبياتها: أنا في الطائف أستوحي الشعور إن في الطائف بعثًا ونشور أحيت الأحداق في نرجسها وأعادت في الأقاحي الثغور ولقد حدثني رمانها أنه كان نهودًا في الصدور الخ... الأبيات التي بلغت (20) بيتًا وكانت وما زالت جوهرة مضيئة في جبين الطائف عبر التاريخ. بداية: وفي هذا الاتجاه يطل علنيا ابن الطائف وأحد أسرها العريقة (آل القصير) الكاتب والمؤرخ السيد/ عيسى بن علوي القصير آل عيسى.. يرصد لنا بأسلوبه السهل الممتنع.. المعلومات الثرية من خلال مؤلفه (الطائف القديم.. داخل السور في القرن الرابع عشر الهجري.. وهج حضارة.. ونبض حياة) في طبعته الثانية المزيدة والمنقحة لعام 1434ه/ 2013م في (386) صفحة من القطع الكبير في طباعة أنيقة وإخراج يليق بمحتواه.. نشر وتوزيع مكتبة المصيف.. إحدى كبريات المكتبات بالطائف. وقد قسّم المؤلف سفره هذا إلى سبعة فصول جاءت على النحو التالي: الفصل الأول: ويضم (25) عنصرًا عن الطائف متنوعة الجوانب. الفصل الثاني: الحياة الاجتماعية والأسرية. الفصل الثالث: التجارة والاقتصاد/ الفنون الشعبية/ السينما/ المسرح/ الرياضة. الفصل الرابع: العادات والتقاليد. الفصل الخامس: المنشآت المعمارية / الآثار/ المساجد. الفصل السادس: ملامح تاريخية/ صور شعبية. الفصل السابع: سيرة وتاريخ. ملحق الوثائق والخرائط والصور. ولم يقتصر جهد المؤلف على هذا العمل فحسب.. بل سبقه العديد من الأعمال الأخرى في مجال الدراسات والبحوث الإدارية.. من أهمها (كتابه أحلى اللطائف في منتج الطائف من العصر الجاهلي حتى الدولة السعودية) الصادر حديثًا عن إدارة النشر العلمي بجامعة الطائف.. وله مشاركات في الصحف والمجلات أدبية واجتماعية وتاريخية.. وله عضويات في مؤسسات ثقافية وفنية عديدة.. وحاصل على جوائز وشهادات تقدير من جهات كثيرة. جهود موفقة قام ويقوم بها المؤلف في خدمة الطائف (تاريخًا ومسيرة) تحسب له حاضرًا ومستقبلًا.. وإضافة جديدة لما كتب عن الطائف سابقًا ولاحقًا ومصدرًا داعمًا للباحثين والدارسين على حد سواء. خاتمة: كانت هذه قراءة عابرة أمضيتها في مطالعة كتاب (الطائف القديم.. داخل السور في القرن (14) الهجري.. وهج حضارة ونبض حياة) لمؤلفه السيد عيسى بن علوي القصير في طبعته الثانية لعام 1434ه.. والحق إنني قد أضفت إلى معلوماتي عن الطائف القديم داخل السور معلومات لم أكن أعلمها من قبل.. فشكرًا للمؤلف على جهده المعلوماتي وعلى حسن إهدائه وإلى الأمام على الدوام.