أشرف نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبد العزيز مساء أمس على ما قامت به الأجهزة الأمنية بمتابعة ميدانية من اللواء سعود الهلال مدير شرطة الرياض وبمشاركة قوة الطوارئ بقيادة اللواء خالد قرار، حيث تمكنت قوات الأمن من السيطرة على أعمال شغب وفوضى أثارها تجمع للعمالة الإثيوبية داخل حي منفوحة جنوب العاصمة، وكما شاركت قوة المهمات والواجبات الخاصة بقيادة العميد عيد العتيبي وكذلك الأدلة الجنائية ومرور الرياض في إقفال الطرق بقيادة العقيد علي الدبيخي والدوريات الأمنية بقيادة العميد سليمان الخليفة والعقيد علي المهيني. وخلفت أحداث الفوضى والشغب التي شهدها الحي مساء أمس على يد عدد من العمالة الإثيوبية المخالفة نحو 70 إصابة، غادرت منها أكثر من 50 حالة المستشفيات بعد تلقي العلاج، وهناك حالتان خطيرتان وتحظيان برعاية صحية فائقة. وأكد مصدر طبي أن مستشفى الإيمان استقبل 41 حالة إلى جانب 20 حالة استقبلتها مدينة الملك سعود الطبية، إضافة لاستقبال مستشفى الأمير سلمان 4 حالات، مضيفًا بأن مدينة الملك سعود الطبية ومستشفى الإيمان أعلنا حالة الطوارئ نظرا لنوعية الإصابات. وأضاف المصدر الطبي أن الإصابات تنوعت بين متوسطة وخطيرة، بينها حالات طعن وإصابات ناتجة عن ضرب بالحجارة، وأن من بين الإصابات ستة سعوديين وطفلين استقبلهم مستشفى مدينة الملك سعود فيما كانت أغلبية حالات مستشفى الإيمان لسعوديين، أما مستشفى الأمير سلمان فاستقبل ثلاثة إثيوبيين ومقيمًا مصريًا. وتواصل الجهات الأمنية الانتشار بحي منفوحة للسيطرة على الأحداث، بعد أن لجأ محدثو الفوضى للتحصن في الشوارع الضيقة، والاعتداء على السيارات والدوريات بالحجارة. ونفت مصادر أمنية ما تردد عن ارتفاع عدد المتوفين في الأحداث التي شهدها حي منفوحة مساء أمس، مؤكدة أنه حتى الآن لم يسجل سوى حالتي وفاة، الأولى لمواطن سعودي، والثانية لوافد مجهول الهوية. من جهته، أوضح اللواء سعود الهلال مدير شرطة الرياض بأنه عند الساعة الثالثة من عصر يوم السبت الموافق 1435/1/6ه قام عدد من مجهولي الهوية بالتحصن في شوارع ضيقة بحي منفوحة وإثارة أعمال شغب ورمي المواطنين والمقيمين بالحجارة وتهديدهم بالسلاح الأبيض مما نتج عنه إصابة عدد منهم وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية والسيارات. وقد باشرت قوات الأمن مهامها وتمكنت من السيطرة على الوضع وعزل مثيري الشغب عن المواطنين والمقيمين والقبض على (561) شخصًا من المحرضين على أعمال الشغب ومجهولي الهوية، وقد نتج عن ذلك مقتل شخصين أحدهما سعودي والآخر مجهول الهوية وإصابة (68) شخصًا بينهم (28) سعوديًا و (40) مقيمًا حيث غادر (50) منهم المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم، كما تعرضت (10) سيارات لأضرار مختلفة، وباشرت الجهات الأمنية المختصة إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق في الحادث. وأشار قائد قوات الطوارئ الخاصّة اللواء خالد بن قرار الحربي إلى أن قوة الطوارئ الخاصّة بالرياض واصلت جهودها في المشاركة والمساندة مع الجهات الأمنية الأخرى للسيطرة على الفوضى والشغب الذي أحدثه المتسللون الإثيوبيون، ونجحت القوة في تحرير منازل المواطنين من الإثيوبيين الذين كانوا قد تحصّنوا بداخلها حيث ضُبط مئات الإثيوبيين بداخلها. وأضاف قائد قوات الطوارئ الخاصّة أن القوة وجدت بشكل كامل بحي المنفوحة، حيث جرى تقسيم القوة إلى مجموعتيْن، إحداهما بقيادة قائد قوات الطوارئ الخاصّة اللواء خالد بن قرار الحربي، والمجموعة الأخرى كانت بقيادة قائد قوة الطوارئ بالرياض العميد فيحان الخامسي، ومشاركة عديدٍ من الضباط والأفراد. وأكد اللواء خالد الحربي أن القوة نجحت في تحرير منازل المواطنين من الإثيوبيين الذين كانوا قد تحصّنوا بداخلها وسبّبوا رعبًا للسكان الذين ظلوا بداخلها، حيث جرى ضبط المئات منهم، في حين قاوم بعضهم رجال الأمن الذين واجهوهم بكُل قوة، وعُثر بحوزتهم على أسلحةٍ بيضاء كانوا يهاجمون بها المواطنين ويقاومون رجال القوة الأمنية، تمثلت في الحجارة والسكاكين والعصي، فيما ذكرت معلوماتٌ عن تسلح بعضهم بأسلحةٍ نارية. وأضاف بأن رجال قوة الطوارئ الخاصّة اطمأنوا على أوضاع المواطنين، ومَن تضرّر سهّلوا مهمته في الوصول إلى رجال الهلال الأحمر الموجودين في حال كانوا مُصابين، فيما لا تزال القوة تُوجد في الحي، ويتوقع أن تواصل تمشيطها المنطقة بحثًا عن فلول مُحدثي الشغب والفوضى. من جهة أخرى، قررت السلطات الإثيوبية إعادة مواطنيها الذين يقيمون بشكل غير قانوني في السعودية إلى بلادهم، بحسب ما أعلنت الحكومة الإثيوبية السبت، وقالت دينا مفتي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإثيوبية لوكالة الأنباء الفرنسية «إن من ستتم إعادتهم هم أولئك الذين لم يفلحوا» في مطابقة المعايير التي وضعتها السلطات السعودية. ولم يوضح المتحدث عدد العمال المهاجرين الإثيوبيين في السعودية ولا متى ستتم إعادة المخالفين منهم مكتفيًا بتأكيد أن ذلك سيتم بأسرع ما يمكن. وفي سياق متصل تواصل الجهات المعنية بالرياض منذ فجر اليوم تجهيز مقر لإيواء المخالفين الراغبين في تسليم أنفسهم من حي منفوحة بعد إعطائهم الفرصة. وقالت مصادر مطلعة إن المقر تم تجهيزه بالخيام ودورات المياه وكل التجهيزات، وسيبدأ في استقبال المخالفين الراغبين في تسليم أنفسهم عصر اليوم لسرعة إنهاء إجراءات سفرهم بالترتيب مع دور التوقيف وسفارة بلادهم، وسوف تُسهّل إجراءاتهم كافة، ويتم إنجازها في وقت قياسي بالترتيب مع الجهات المختصة ذات العلاقة. يشار إلى أن الجهات الأمنية سيطرت على الأحداث فجر اليوم، حيث تمكنت بتوفيق الله تعالى من السيطرة على الوضع وعزل مثيري الشغب عن المواطنين والمقيمين والقبض على أكثر من 561 شخصًا من المحرضين على أعمال الشغب ومجهولي الهوية، وهي الأحداث التي نتج عنها مقتل شخصين، أحدهما سعودي، والآخر مجهول الهوية، وإصابة حوالى 70 شخصًا بينهم 28 سعوديًا و43 مقيمًا، حيث غادر 50 منهم المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم، كما تعرضت 104 سيارات لأضرار مختلفة. وباشرت الجهات الأمنية المختصة إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق في الحادث. المزيد من الصور :