قال الخليفة الراشد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه وأرضاه (إذا دعتك قدرتك إلى ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ).وهي درس أخلاقي ديني منطلق من التعاليم الإسلامية العظيمة التي تحث على ضبط النفس وعدم استخدام البطش والقوة والظلم متى ماكان الإنسان في موقع يمكنه من ذلك .وقد يصل الإنسان في موقع المسؤولية والسلطة والمنصب فيزداد غروراً وغطرسة وتمادياً في ظلم الناس وقهرهم والتسلط عليهم دون الرجوع إلى الضمير ودون مخافة الله عز وجل فيكون صعوده بالمال أو الجاه أو المسؤولية ذريعة لكي يختال غروراً وغطرسة وتعالياً ولا يرى إلا ماتسوّل له نفسه أو من حوله الذين قد يزينون له بطشه وتسلطه .فتأتي هذه المقولة العظيمة لترشد وتوضح وتنبه وتوقظ الإنسان من تعاليه واستهتاره بمن تحته .فكم من زوج زين له فعله وجبروته كونه ولي الأمر والراعي لهذه الأسرة فيظلم الزوجة ويتسلط عليها وأولادها دون حق أو منطق .وهناك القاضي الذي يكون في موقع المسؤولية في النظر للقضايا فيميل إلى الهوى ويحكم لطرف دون آخر ولا يتوخى العدل .وهناك المعلم الذي يظلم الطلبة ولا يتوخى العدل بينهم وهناك المدير الذي لا يعدل بين موظفيه ويميل لشخص دون آخر ويتعمد ظلم بعضهم وإهمالهم ومحاباة آخرين .وهكذا طريق الظلم مؤلم ومزعج ولهذا يحث الإسلام المسلم على عدم الظلم ، وأن عليه مخافة الله عز وجل وأن الظالم مصيره الفشل والخذلان .وكما يتردد شعبيا لك يوم ياظالم .والظلم ظلمات تعود على الظالم الذي عليه أن يتقي دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب . وبطبيعة الحال هناك نوع من البشر لديه من الحساسية النفسية والوهم الشخصي أنه مظلوم وأن هناك من يتصيد أخطاءه ويستقصد الإساءة إليه وينطبق عليه قول المتنبي. إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه. وصدق مايعتاده من الوهم . وعادى محبيه بقول عدائه. وأصبح في ليل من الشك مظلم. وهو هنا يتقمص دور الضحية ويبرر لأخطائه وقصوره ونقائصه بأن هناك من يظلمه بينما الواقع هو الذي يظلم نفسه بأخطائه وتصرفاته بل أن الآخرين هم الأكثر حلماً عليه والأصبر على سلوكه وتصرفاته . [email protected]