اليَوْمَان المَاضيان رَصَدَت هذه المساحة قَضَايا وفِئَات منسية في المجتمع لا تذكرها المؤسسات المعنية، وغابت عن عيون الكثير من وسائل الإعلام! وكانت الفِئَة الأولى ( حُرّاس الأمن، والثانية عُمّال النّظافة)، أما اليوم فالفئة المنسية نراها تَطُوْف الشوارع صباحَ مساءَ، بأجساد هَزيلة، ووجوه شاحبة ترتسم عليها قسوة الزّمان والمكان والإنسان!! نلمحهم هنا وهناك، فنقابلهم أحياناً بعاطفة نَابِضَة، وغالباً نَبْخل عليهم حتى بالْتِفَاتةٍ عَابِرَة! أولئك البؤساء هم (المَرضى النفسيون أو المُخْتلون عقلياً) الذين تحتضنهم الطرقات والميادين في المدن والمحافظات؛ فأولئك المساكين الذي تتزايد أعدادهم، إذا كانوا قَد فقدوا العقل أو شيئاً منه، ومعه (الأهل)، أو رعايتهم وحنانهم؛ فإن المجتمع ومؤسساته قد تجاهلهم أُسَارَى في أرض التِّيْه تتقاذفهم الشوارع، وتتسابق على افتراسهم وُحُوْش المرض، والجوع، ولهيب الصيف، وبَرْد الشِّتَاء)! فلماذا خذل مجتمعنا أولئك ..أين المؤسسات المعنية؟! أين الجمعيات الخيرية؟ أين الأوقاف التي تُنشَأ لرعايتهم! (فَالوقف الإسلامي) الذي لم ينسَ في زمن فَات حتى القطط العمياء والخيول المسنة؛ لماذا نَهْر خَيْره عند محطة أولئك الضعفاء تَوقّف، وربما جَفّ ومَات!! أتمنى أوقافاً لأجل أولئك من ريعها تكون لهم (مساكن متخصصة، ورعاية طبية واجتماعية)، وكذا دراسات لمعرفة العوامل التي تصنع المريض النفسي، وكيفية القضاء عليها، أو التخفيف من آثارها! وأخيراً العَالَم يتذكر المرضى النّفسيين ويحتفل بهم سنوياً في العاشر من شهر أكتوبر؛ فمتى نتذكرهم، فقضيتهم أهم من قيادة المرأة للسيارة!! [email protected]