مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لعقد مؤتمر جنيف- 2 لإيجاد حل للنزاع في سوريا، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس الأربعاء، التحقق من 11 موقعًا كيميائيًا وتدمير «تجهيزات أساسية» في 6 مواقع، وسط استمرار المعارك العنيفة في أكثر من منطقة وإعلان سيطرة القوات السورية على بلدة في ريف دمشق. من جهته، أوضحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان أن «فريق بعثة المنظمة أنهى أنشطة التحقق من 11 موقعاً في الأجمال من أصل المواقع التي حددت على اللائحة التي سلمتها سوريا»، مشيرة إلى تدمير «تجهيزات أساسية» في 6 مواقع. وأعلنت الأممالمتحدة الأربعاء تعيين المسؤولة الهولندية سيغريد كاغ رئيسة للبعثة الدولية المكلفة تدمير الترسانة الكيميائية السورية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كذلك إنه يكثف الجهود لعقد مؤتمر لإحلال السلام في سوريا وسيرسل مبعوثه الخاص الأخضر الإبراهيمي إلى المنطقة لاجراء محادثات مع عدد من الحكومات الرئيسية. من جهة أخرى، طلب حوالى 50 ألف سوري مسيحي الجنسية الروسية كحماية من العنف الذي يرتكبه مقاتلو المعارضة في سوريا «المدعومون من الغرب» حسب ما أعلنت الأربعاء وزارة الخارجية الروسية في بيان (حسبما قالت). وكتب هؤلاء المسيحيون السوريون من سكان منطقة القلمون على بعد 90 كلم شمال دمشق في رسالة سلمت للوزارة عبر «قنوات دبلوماسية» بحسب البيان «هدف الإرهابيين المدعومين هو إلغاء وجودنا هنا بأفظع الوسائل بما في ذلك القتل الوحشي للمدنيين». من جهتها، استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على بلدة في ريف دمشق، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أمس الأربعاء. ونقلت سانا عن مصدر عسكري سوري قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل قضت على آخر تجمعات الإرهابيين في بلدة البويضة في ريف دمشق، وأعادت إليها الأمن والاستقرار». وكان انفجار في جنوب سوريا أدى أمس إلى مقتل 21 شخصًا في آخر هجوم يستهدف المدنيين، فيما حثت واشنطن المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر جنيف-2 حول السلام في البلاد. وتتكثف الجهود الدبلوماسية من أجل عقد المؤتمر لإجراء مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في منتصف نوفمبر لكن قرار المجلس الوطني السوري، أكبر فصيل في المعارضة، مقاطعته وجه ضربة قوية لصدقية هذه المفاوضات التي دعا إليها الأميركيون والروس. وأعلنت مجموعات مقاتلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب البلاد سحب الإعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، متهمة هذا التنظيم الأبرز في المعارضة والمدعوم من الغرب «بالفشل»، وذلك في شريط مصور بث الاربعاء. وتأتي الخطوة التي اجتمعت فيها نحو 70 مجموعة مقاتلة، بعد قيام 13 مجموعة مقاتلة في شمال البلاد بخطوة مماثلة نهاية سبتمبر، ودعت فيها إلى تأليف تشكيل اسلامي يضم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. ويواجه الائتلاف المعارض، سلسلة من الخلافات بين مكوناته. كما ينتقد المقاتلون المعارضون والناشطون على الأرض عدم قدرة الائتلاف على تزويد المقاتلين بالسلاح النوعي الذي يحتاجون إليه لمواجهة القوة النارية لقوات نظام الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى نقص المساعدات الإنسانية للمناطق الواقعة تحت الحصار. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان مساء الأربعاء ان اشتباكات تدور بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية داخل أحد مباني سجن حلب المركزي في شمال البلاد، وذلك للمرة الأولى منذ فرض المعارضون حصارا على السجن في محاولة للسيطرة عليه، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «تدور اشتباكات داخل سجن حلب المركزي الذي اقتحمه مقاتلون من جبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) وحركة احرار الشام الاسلامية، وذلك للمرة الاولى منذ فرض الكتائب المقاتلة حصارا على السجن في نيسان/ابريل الماضي»، مشيرا الى ان الاشتباكات «تدور في المبنى الرئيسي للقيادة، ولم تصل بعد الى مهاجع السجناء». من جهتها، حثت الولاياتالمتحدة الثلاثاء المجلس الوطني السوري المعارض على التخلي عن قراره بعدم المشاركة في مؤتمر السلام في سوريا المقرر منتصف تشرين الثاني/نوفمبر مؤكدة على اهمية مشاركته. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي «شهدت هذه العملية الكثير من التقلبات. وهذا الامر ليس مفاجئا نظرا الى الوضع الصعب على لارض». واضافت خلال لقاء مع الصحافيين «لكننا نواصل حث المعارضة (السورية) على ان تتمثل في مؤتمر» جنيف-2. وكان رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا قال انه لا يمكن اجراء مفاوضات في ظل معاناة الشعب السوري على الارض. لكن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية اشارت الى ان مشاركة المعارضة في مفاوضات السلام امر «اساسي ومهم» مذكرة بان «الخيار والوحيد لوضع حد للحرب الاهلية هو حل سياسي». وكان من المفترض عقد مؤتمر جنيف-2 في بادىء الامر في مايو لكنه ارجىء عدة مرات بسبب الخلافات الداخلية في صفوف المعارضة وحول الدول الذي يجب ان تتمثل فيه.