لندن، دمشق، بيروت، اسطنبول - رويترز، ا ف ب - تحولت العاصمة الروسية موسكو هذا الاسبوع الى محطة للاتصالات الديبلوماسية الجارية بحثاً عن حل للازمة السورية. وعلمت «الحياة» من مصدر ديبلوماسي روسي اطلع على محادثات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موسكو امس إن الجانب السوري نقل تحفظات «عن عدد من النقاط الواردة في اقتراح (الموفد الدولي - العربي الاخضر )الإبراهيمي». وقال إن دمشق «ليست موافقة في شكل كامل على ما جاء فيه» مشيراً إلى أن السلطات السورية ستعلن ردها قريباً. وتابع المصدر ان لافروف أبلغ المقداد أن موسكو تفضل أن تتريث حتى تسمع من الإبراهيمي تفاصيل اقتراحه، خلال زيارته غداً. وكان الابراهيمي نفى وجود خطة اميركية - روسية لحل الازمة. ودعا في تصريحات، قبل مغادرته دمشق الى «تغيير حقيقي» في سورية. وقال إنه يجب «تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة لتحكم البلاد لحين إجراء انتخابات جديدة، وارسال قوات سلام بقرار دولي». وأضاف «اظن ان الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع الى تغيير حقيقي وهذا معناه مفهوم للجميع.» واوضح ان عبارة «حكومة كاملة الصلاحيات معناها كل صلاحيات الدولة يجب ان تكون عند هذه الحكومة. وهذه الحكومة هي التي تتولى السلطة اثناء المرحلة الانتقالية والمرحلة الانتقالية تنتهي بانتخابات». وأعلنت الخارجية الروسية عن وصول وزير الخارجية المصري محمد عمرو إلى موسكو امس في زيارة ستشمل محادثات مع لافروف، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً مع الوزير الروسي اليوم. كما ينتظر ان ينتقل الابراهيمي الى العاصمة الروسية للقاء المسؤولين فيها بعد المحادثات التي اجراها في دمشق مع الرئيس بشار الاسد وعدد من الشخصيات في المعارضة الداخلية. ونقلت وكالة انباء «انترفاكس» ان لافروف حذر الاسرة الدولية من «فوضى دامية» في حال عدم التوصل الى حل تفاوضي للنزاع في سورية. وقال ان «الخيار البديل للحل السلمي هو الفوضى الدامية. ثم ستتسع، وكلما اتسعت تفاقم الوضع بالنسبة للجميع». في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أنه لا توجد خطة روسية - أميركية لتسوية الوضع في سورية، وقال أن موسكو تعتمد فقط على بيان جنيف. وأكد مجددا موقف بلاده وهو أن تخلي الاسد عن السلطة لا يمكن أن يكون شرطا مسبقا للمفاوضات. وأضاف أن وضع مثل هذا الشرط ينتهك بنود بيان جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي الذي يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية. وقال إن روسيا ما زالت تعتقد أنه «لا يوجد بديل» لإعلان جنيف وكرر الاتهامات بأن الولاياتالمتحدة تراجعت عنه. من جهة اخرى، اعلن «الائتلاف الوطني» للمعارضة السورية انه منفتح على اي عملية انتقال سياسي في سورية لا يكون الاسد والمقربون منه جزءا منها. وقال وليد البني الناطق باسم «الائتلاف»: «نقبل باي حل سياسي لا يشمل عائلة الاسد والذين سببوا الما للشعب السوري. وخارج هذا الاطار كل الخيارات مطروحة على الطاولة». وعلى الصعيد الميداني، اعلن مقاتلو المعارضة امس عن اقتحام مطار منغ العسكري في ريف حلب بعد حصار لمدة اشهر ومعارك عنيفة استمرت ايامأ. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة كانت تدور مساء داخل اسوار المطار بعد حصار واشتباكات في محيطه استمرت لعدة ايام. وظهر في احد الاشرطة التي تم بثها على شبكة الانترنت قناص يطلق النار نحو مباني المطار. كما اظهر شريط فيديو آخر طائرة مروحية قطع ذيلها في المعركة. ويظهر شريطان آخران مقاتلين من «جبهة النصرة» وآخرين من «لواء عاصفة الشمال» يقصفون بقذائف الهاون مواقع للقوات النظامية داخل المطار ويقتربون من سوره. واعتبر «الجيش الحر» في بيان مسجل ان معركة مطار منغ هي «معركة الحسم» في هذه المنطقة. وتنطلق من هذا المطار مروحيات وطائرات تقصف حلب التي تدور فيها اشتباكات يومية منذ اكثر من خمسة اشهر. الى ذلك شن الطيران الحربي السوري امس غارات جوية في محافظة ادلب، في حين دارت اشتباكات في ريف دمشق وريف حلب حيث يهاجم المقاتلون المعارضون مراكز عسكرية، وقال المرصد السوري ان الطائرات الحربية «نفذت غارات جديدة على ريف جسر الشغور ومدينة معرة النعمان وريفها بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة في هذه المناطق». وفي ريف دمشق، استهدف الطيران الحربي بلدة سبقا والمناطق المحيطة ببلدة الذيابية، وتحدث المرصد عن اشتباكات في عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة، ومنها تلك الواقعة بين عربين وحرستا ومحيط بلدتي عقربا وبيت سحم، اضافة الى داريا ومحيطها، مع محاولة القوات النظامية منذ اسابيع فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة. وفي خان العسل، دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط مدرسة الشرطة، بينما شهدت المنطقة قصفا من القوات النظامية في محاولة لفك الحصار الذي ينفذه مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على المدرسة. وكان المرصد تحدث عن اشتباكات عنيفة فجرا في محيط كتيبة للدفاع الجوي قرب مطار النيرب العسكري، مشيرا الى «معلومات» عن سيطرة مقاتلين على اجزاء من محيط المطار.