واصلت القوات النظامية السورية تقدمها على المعارضين في جنوبدمشق حيث سيطرت بالتعاون مع فصائل شيعية على بلدة جديدة قرب منطقة السيدة زينب، في وقت بدا أن الثوار مشغولون باشتباكات دامية شهدتها محافظة الحسكة بشمال شرقي سورية بين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ومقاتلين أكراد. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس الأربعاء مقتل ما لا يقل عن 41 مسلحاً في الاشتباكات التي دارت الثلثاء بين الإسلاميين والأكراد. وأوضح «المرصد»: «لقي ما لا يقل عن 41 مقاتلاً بينهم ما لا يقل 29 مقاتلاً من الدولة الإسلامية في العراق والشام وكتائب إسلامية (...) و12 مقاتلاً من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي، مصرعهم خلال اشتباكات بين الطرفين» في محافظة الحسكة، مشيراً إلى أن الاشتباكات «بدأت صباح أمس (الثلثاء) واستمرت حتى ساعة متقدمة من ليل الثلثاء - الأربعاء». وأوضح «المرصد» أن الاشتباكات دارت في محيط قرية تلو علو وقرى أخرى في ريف الجوادية في محافظة الحسكة التي تضم العديد من آبار النفط. وأشار إلى أن جثث المقاتلين الجهاديين «موجودة لدى لجان الحماية» وبينها جثة «أمير في جبهة النصرة مصري الجنسية». وشهدت مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سورية خلال الأشهر الماضية، معارك بين الجهاديين المرتبطين بتنظيم «القاعدة»، ووحدات الحماية الشعبية الكردية التي طردت الجهاديين من مناطق عدة أبرزها مدينة راس العين الحدودية مع تركيا. ويحاول المقاتلون الجهاديون فرض سيطرتهم على المناطق التي يتواجدون فيها لا سيما في شمال سورية وشرقها واشتبكوا مراراً خلال الفترة الماضية مع عناصر من الجيش السوري الحر. في غضون ذلك، أفاد «المرصد» أن ما لا يقل عن 21 شخصاً بينهم أربعة أطفال قُتلوا باكراً صباح الأربعاء بانفجار قوي وقع في محافظة درعا جنوب سورية. وأوضح: «استشهد 21 مواطناً من منطقة نوى بينهم أربعة أطفال وست سيدات جراء انفجار لدى مرورهم بسيارة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات النظامية وتحاصره الكتائب المقاتلة». وأضاف «المرصد»: «اتهم نشطاء من المنطقة القوات النظامية بزرع لغم انفجر لدى مرور السيارة». لكن وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) ذكرت أن القتلى هم من «الإرهابيين» (في إشارة إلى مقاتلي المعارضة)، وقضوا جراء انفجار سيارة كانوا يقومون بتفخيخها «في حي داخل أحد الأوكار في مدينة نوى في درعا». على صعيد آخر، أفادت وكالة «سانا» أمس أن القوات النظامية استعادت السيطرة على بلدة في ريف دمشق. ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري سوري قوله إن «وحدات من جيشنا الباسل قضت على آخر تجمعات الإرهابيين في بلدة البويضة في ريف دمشق، وأعادت إليها الأمن والاستقرار». ويستخدم النظام والإعلام الرسمي السوريين عبارة «إرهابيين» للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يتخذون من مناطق واسعة في محيط العاصمة معاقل لهم. من جهته، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات نظام الرئيس بشار الأسد، مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني حليف دمشق ومسلحين موالين لها، سيطرت على البلدة. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» من بيروت إن «القوات النظامية استعادت السيطرة على بلدة البويضة في ريف دمشق، مدعومة بعناصر «حزب الله» و «لواء أبو الفضل العباس» (المؤلف بغالبيته من مقاتلين عراقيين شيعة) وقوات الدفاع الوطني». وأوضح عبدالرحمن أن هذا التقدم «جزء من محاولة للسيطرة على معاقل المقاتلين جنوبدمشق، بهدف عزل المقاتلين الذين ينشطون ضد القوات النظامية في المناطق الجنوبية». وكانت القوات النظامية مدعومة بعناصر من «حزب الله» استعادت الجمعة السيطرة على بلدتي الحسينية والذيابية جنوبدمشق، بعد معارك ضارية استمرت نحو أربعة أيام، بحسب «المرصد». وتقع البلدتان على مقربة من بلدة السيدة زينب التي تشهد معارك بين قوات النظام والتنظيمات الموالية لها ومقاتلي المعارضة. ويجاهر «حزب الله» منذ أشهر بمشاركة مقاتلين منه في «الدفاع» عن السيدة زينب التي تضم مقاماً شيعياً بارزاً. وتفرض القوات النظامية حصاراً على مناطق جنوبدمشق. ويقول «المرصد» وناشطون معارضون إن هذا الطوق أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمواد التموينية. وفي لاهاي (أ ف ب) أعلنت المنظمة المكلفة الإشراف على تفكيك الترسانة الكيماوية السورية الأربعاء انها تحققت من أحد عشر موقعاً وارداً على اللائحة التي قدمتها سورية ودمرت تجهيزات للإنتاج في ستة مواقع. وأوضحت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان ان «فريق بعثة المنظمة انهى الآن انشطة التحقق من 11 موقعاً في الاجمال من اصل المواقع التي حددت على اللائحة التي سلّمتها سورية»، مشيرة الى تدمير «تجهيزات اساسية» في ستة مواقع.