سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيف نحتفل باليوم الوطني؟! الكمال مطلب نسعى جميعًا لنيله، ولكنه لا يتحقق بالتمنِّي دون عمل وتعاون، وتفانٍ ومواطنة دائمة، تخدم وتُعزِّز الانضباط والتعاون والإيثار
في عالمنا العربي والإسلامي يمر علينا عيدان في كل عام، مع تفاوت استعداداتنا للاحتفاء بهما. «عيد الفطر.. وعيد الأضحى».. وفي مملكتنا الحبيبة نحتفل بذكرى يوم توحيد كياننا الكبير على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهو ما نُسمّيه ب»اليوم الوطني».. وكل يوم من أيام العام يمر علينا ويتحقق فيه إنجازٌ يُضاف إلى ما سبقه، ويخدم تطلعات المواطن هو «يوم وطني». ومع أهمية حضور الشعور بتلك الأيام، فالاحتفال بيوم توحيد الكيان له نكهة خاصة، لأن فيه تعبيرًا عن استعداد كل مواطن لأن يكون جزءًا من كل، يكبر وينمو ويتطور الشعور بفعل جماعي، يرفع من عزّة الوطن وأمنه واستقراره ورخائه. التعايش السلمي ونبذ التفرقة والعنصرية، وتجسيد مفاهيم الإخاء بين كل فئات المجتمع، يجب أن يكون من أبرز سمات اليوم الوطني. لقد حبانا الله في هذا الكيان الكبير بخيراتٍ كثيرة، وبقيادة تتلمّس احتياجات المواطنين وتعمل على تلبيتها. الكمال مطلب نسعى جميعًا لنيله، ولكنه لا يتحقق بالتمنِّي دون عمل وتعاون، وتفاني ومواطنة دائمة، تخدم وتُعزِّز الانضباط والتعاون والإيثار، في ظل منظومة اجتماعية تشعر بالمسؤولية، وتعمل على تحقيق مقاصدها. والنسيج الاجتماعي المكوّن لوطننا الغالي يحيطه مفهوم أسمى من أي مُسمَّى أو شعار آخر، وهو الإسلام دين الإنسانية، دين التسامح والمحبة. ومن نواميس المحبة والوفاء للوطن أن نتذكر أين كُنَّا قبل عقود مضت، وكيف وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم، ونحمد الله أن ذلَّل لنا الكثير من الصعاب وجعلنا ننعم بخيراتٍ كثيرة من أهمها الأمن والاستقرار الذي نحن فيه.. ومع كل ذلك يظل مشوارنا طويل وتطلعاتنا كبيرة وأجيالنا واعدة والفرص المتاحة لا حدود لها إن استطعنا توظيف كل طاقاتنا المادية والبشرية من أجل صياغة مستقبل أفضل. إن مسؤولية الحرمين الشريفين التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، وما يشهده العالم من عناية وتوسعة وتطوير يَسّره الله وشرّفنا بإنجازه ستبقى شاهدًا على الزمن الذي نعيشه، وإنجازاته العظيمة، والعالم الإسلامي يرى ويعترف بذلك. ومن أهم ما يجب أن نلحظه ونحن نحتفل بمرور ثلاثة وثمانين عامًا على وحدة الجزء الأكبر من الجزيرة العربية تحت شعار «راية التوحيد»، علينا جميعًا أن ندرك بأن لكل جيل تطلعاته وطموحاته وأحلامه.. وأن وسائل الوصول إليها قد تختلف عن أساليب أسلافه.. وأن علينا إعطائه الفرصة ليحمل الراية ويمشي بها قدماً بعزمٍ وإصرار.. واليوم الوطني فرصة للتمعن واستدراك استحقاقات المرحلة المقبلة ومتطلباتها. والواقع أننا في هذا الوطن الكبير بكل ما يحتويه من المعاني العظيمة ندرك أهمية الثوابت.. وأن تطلّعات الإصلاح مثل تطوير التعليم ومحاربة الفقر والبطالة وتحسين المرافق العامة تستهدف المصلحة الوطنية في المقام الأول.. والتذكير بأهميتها في اليوم الوطني واجب تقتضيه الضرورة للسير قدماً في سبيل الاحتفال بإنجازاتٍ أكبر في كل عام، وليكن موعدنا القادم أكثر إشراقًا وبهجةً وسرورًا -بإذن الله وتوفيقه-. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومتّعه بالصحة والعافية، وشدَّ أزره بولي عهده الأمين، ونائبه الثاني.. وكل عام وأنت يا وطني بخير. [email protected]