* ظن نفسه الكاتب الفذ، ومن ثم قرّر ممارسة بعض ما يرى، وهو لا يرى أصلًا، وهي حالة مرضية قد تصيب الشخص المعتل، أو تتلبّسه وتسيطر عليه وتتصرف بكل حواسه، ليبقى منشغلًا بالحديث عن نفسه أكثر، وتبقى لغته تسبقه لتفسح الطريق لخرابيطه التي اعتقد أنها الكنز الثمين، ولو جمعت كل ما كتب لكانت المحصلة (شريري بريري اشترينا جمل).. إلا أنني احترمت أنه لم يسرق شهادة دكتوراة كغيره الذي يكذب ويكتب، وكم تمنّيتُ أن تمارس الصحف سلطتها على بعض كُتّابها -الذين يُصرّون على أن تكون الدال قبل الاسم- ليتأكدوا أن تكون شهاداتهم معترفًا بها، لكي تحمي بذلك هيبة العلم، وهي مصيبة أن يكون الكاذب الفاشل كاتبًا لا يهم؛ المهم هو أن صاحبنا بات في عالمه شيء هو يظنه كبيرًا، والناس تراه أدنى من أن يُشار إليه، وهي قضية مرضية تنتاب بعض الواهمين، وبعض الذين يعيشون انفصامًا عن الواقع، وبعض الذي ينسون من هُم ومن أين جاءوا، وكيف كانت البدايات التي قصَّتهم لتلزقهم في مكانٍ ما، ما علينا، المهم هو ألاّ تكون النهايات مأساوية..!!! * مثل صاحبنا هذا قد تجده في كل مكان، في كل حفلة، في كل مأدبة، معتقدًا أنه الضخم العظيم، لا بل ويصر على أن يتقدم الحضور ليُمارس نوعًا من الدجل، لكن تظل القضية هي قضيته التي لا تأثير لها على المنجز الوطني أو المشهد الثقافي، والتي بالتأكيد تختلف حين تأتي من خلال رجل فاعل جاء ليحمل الهم في أكمام السأم، وكل ما في يده كلام في كلام، لا علاقة له بأي شيء، لا بالخطأ ولا بالنهب، ولا بالرفع ولا بالنصب، ولا بالضم وكأن علاقته فقط بالكرسي واللقب، مثل هذا هو القضية المختلفة عن تلك الضحية، والدمية المتحركة التي كتبت على جبهة صاحبنا الوهم، ودفعت به تجاه الموت الفاضح، وهو يظن أنه الأول في الإبداع، والحقيقة أنه المعاق الأول..!! هذه هي ليست سوى قصة خيالية علاقتها بالواقع كعلاقة الواقع باللا واقع، والتي ربما تحدث، وربما لا تحدث أبدًا، وربما تحدث كثيرًا!!! * (خاتمة الهمزة)... ما علينا هو أن نكون أكثر قدرة على التعامل مع الحالات المرضية، لاسيما وأن بعضها قد تكون شديدة الإعاقة، وتحتاج لمعاملة خاصة.. وهي خاتمتي ودمتم. تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]