* إيش هذا يا فنان العرب؟! وحدة بوحدة والبادي أظلم!! قل لنا يا محمد عن قصة هذه الأغنية التي قدّمتها للناس بطريقة مختلفة، قدّمتها بوجه قط ما توقّعناه منك وأنت عملاق لك في صدورنا صوت وصورة وأغنية عذبة، قل لنا يا محمد عن سر هذا التحوّل المفاجئ والركض المثير والرقص الصاخب وكل الحكايات التي ما توقعت قط أن تأتي من فنان كبير بحجم محمد عبده الفنان الذي أحببته منذ الطفولة، وعشقته منذ زمن قديم، وله في كل أغنية مكانة ومحبة، ليس مني أنا بل من بناتي وأبنائي، وتذكر يا محمد يوم جئتك وفي يدي ابني "علي"، الذي أصر على أن يحضر معي ليس إلاَّ من أجل أن يقبلك، ذلك اليوم كان في حفلة أعدها مستشفى الأمراض النفسية وكنت أنت فارسها، يومها سمعت من ابني "علي" كل ما قاله عنك وعن سر حبه لك، ومن حقه يكون كذلك، لكني اليوم أخاف عليه من أن يتحول وتتحول مشاعره بعد مشاهدة تلك اِلأغنية (وحدة بوحدة) وأنت تعلم أيُّها الجنوبي، ماذا يعني المثل الذي نحن نعتنقه ونتعامل به هناك في جنوبنا المبجل (وحدة بوحدة ما تسمى.. إلخ) أنا لست هنا ضد رأيك أو ضد قراراتك في اختيار أعمالك، لكني ضد أن تنهي حياتك الفنية العامرة بأدب الفن، ورقي الفن، وسمو الفن، وروعة الفن، ورقة الفن، وألق الفن بهكذا أغنية هي ليست لك يا صديقي أبدًا، ولا لقمرك فيها مكان، هي لأولئك الذين ما يزالون يخربشون ويتعاملون بكل ما كان وما لم يكن ليُقدِّموا أنفسهم.. مثل هذه الأعمال هي ليست لك يا فنان العرب، ولا لإبداعك ولا لرقيك وأصالتك التي صنعت لك في كل صدر نغم أجمل وطرب أعذب، فأين هي وحدة بوحدة من أغنية (ما هقيت أن البراقع يفتنني)؟ أين هي من كل أغانيك الجميلة التي قدمتها للناس بصوتك الناعم الدافئ العذب؟ فقل لي بالله عليك أين أنت اليوم...؟! * يا محمد قل لي بربك، ماذا جرى؟ وحدّثني بحبك المعهود عن سر هذا التحوّل المخيف عن أصالة فنك؟! وهي قضية أن تدفع بك اللحظة للخلف، وأنت تعتقد أنها للأمام، وتكون وحدة بوحدة خاتمة قاتلة لكل ملامح الجمال وذائقة الفن المبدع، ومن حقّنا عليك أن تحترم ذوقنا الذي حافظت عليه أنت سنين، والرجاء ألا ترتكب ذنبًا كهذا، وأقولها لك بدافع حبي، لأني أريدك تبقى كما أنت في ذاكرة الفن اسمًا جميلاً، وصوتًا رائعًا، وقامةً تُحرّكها الكلمة الأنيقة واللحن الطروب والصوت الذي يأتي كالندى، ويحملك من مكانك إلى قمة الحسن والتجلي. فيا لك أنت لو تعلم من أنت في صدور محبيك، وما أظنك تجهل ذلك!! لكن ما أخشاه أن يكون العمر هو الذي بدأ يشدك للخلف، بينما أنت تعتقد أنه يدفعك للأمام، والدليل (وحدة بوحدة) التي هبطت كالصاعقة على إحساسنا ومشاعرنا تجاهك، ومن فرط حزني وذهولي بقيت أسأل نفسي عن من هذا؟ هو أنت!! أم أن هناك رجلاً انتحل صفتك ليُمارس إيذاءك وتشويه صورتك الناصعة في عيون محبيك، وهذه كانت مشاعري تجاه أغنية (وحدة بوحدة)!! * (خاتمة الهمزة).. أريد أن أسألك اليوم عن مكان أغنية (وحدة بوحدة) يا محمد من أغنية واحدة بس من أغانيك هي أغنية (أنا حبيبي بسمته تخجل الضي.. يكسف سنا بدر الدجى من جبينه.. راعي العيون الناعسة رمشها فيّ.. لا سلهمت ذاب الهوى من حنينه).. وأي خاتمة تليق بحجم مكانتك وحبي لك يا فنان العرب.. وهي خاتمتي ودمتم..! تويتر: @ibrahim__naseeb [email protected]