يخبو اسم المطرب حسين قريش حينا من الدهر، حيث بعد 20 عاما من الغياب. قريش يطرح غدا ألبومه الجديد «أسعدتني»، محتويا ثماني أغنيات جميعها من كلمات الأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير، الذي ما ان سمع صوته حتى أصر على أن يغني كل الأغنيات. وكان قريش قد فل شراعه في الساحل الشرقي من المملكة، ثم اتجه باكرا إلى الساحل الغربي منذ نيف وعشرين عاما لتلتقي حنجرته بموسيقى فنان العرب محمد عبده، وينال ثقته فيلحن له ويثق به وبصوته.. ورغم اعتراف الجميع «فنانين ومتذوقين» بعذوبة وشجن الصوت الدافئ عند حسين قريش، إلا أن غيابه عن الساحة الفنية التي ينتمي إليها طال كثيرا نتيجة تحكم المنتج في غياب أو حضور الفن الأصيل. خرج قريش للساحة الفنية أيام عزها، حين كان «مسرح التلفزيون» يقدم الفنان الراحل طلال المداح، وفنان العرب محمد عبده، وفي الفترة نفسها التي خرج فيها الصوت الرقيق الفنان عبدالمجيد عبدالله، فقدم آنذاك في ألبومه الأول «عليت» و «لحظة حنين»، وبعدها «سلام»، حتى «قالوا نسيته» الألبوم الذي أنتجه له الفنان محمد عبده، وفيه قدم أبو نورة لحن «قالوا نسيته» له، إلا أن أشرطته المحدودة لم تحظ بالدعاية المناسبة ولم تصور له أغنيات (فيديو كليب) في زمن أصبحت فيه الصورة ضلعا رابعا، بل أساسيا لنجاح الأغنية. دفء وعذوبة يعود حسين قريش وهو الفنان المبدع والملحن الذي رغم كل البعد، وربما كل الحصار، ليقول «أنا هنا ولا زلت موجودا وقادرا على العطاء، بصوت لم يحوله الزمن إلا لدفء أكبر وعذوبة أرقى». شريطه الجديد «أسعدتني» ينزل الأسواق عبر شركة «الأوتار الذهبية»، التي يتوقع أن توزع الشريط في أنحاء المملكة، وتواكبه بالدعاية اللازمة والضرورية لنجاح الشريط، خصوصا بعد هذا الغياب الطويل، فضلا عن تصوير «فيديو كليب» لبعض الأغنيات حتى يتسنى لهذا الشريط أن يأخذ حقه، ويستمع له الجمهور، ويعيد أيام حسين قريش الذي وقف مع الكبار، وغنى معهم على مسرح واحد، وهو لازال من ضمنهم. «أسعدتني» الأغنية الأولى في الشريط، والتي سمي الشريط باسمها، جاء في مطلعها: «أسعدتني يسعد أيامك ياعل يومي قبل يومك تنفس الورد بأنسامك والطير غنى مع قدومك» وهي أغنية أثبت عبرها حسين قدرته على التطريب. الأغنية الثانية «يفز قلبي» من ألحان الفنان الواعد نبيل الغانم ملحن أغنية «صغير السن»، التي غناها الفنان خالد عبدالرحمن، وأغنية «لولا جمالك» للفنان العراقي مهندس محسن، وأغنية «الحكاية» للفنانة اللبنانية نوال الزغبي وغيرها الكثير. الغانم في لحنه ل «يفز قلبي» يجعل كل القلوب منتشية طربا، ويفز القلب فعلا، وحسين قريش هو من يشدو بالألحان العذبة. أهل الهوى الأغنية الثالثة «ما يرحم إلا الله» وهي أيضا من ألحان الغانم، ومن أبياتها: «يازين ما يرحم إلا الله المعطي المنعم الوهاب اللي عطاك الحلا كله والزين لأهل الهوى جذاب». وهي أغنية متكاملة الاضلاع، ويتوقع أن تلقى ترحيبا من الأجيال الشابة وجيل الآباء. الرابعة «طف الظلام» ألحان الفنان صالح خيري، الذي لحن له أيضا الأغنية السابعة في الشريط «افتر ثغر الصبح» التي تقول كلماتها: «افتر ثغر الصبح ضاحك ومسرور وانسل خيط الليل من عقد الأسرار واستودع العصفور بالعش عصفور وانهل دمع الطل من حفن الأزهار» ففي هذه الأغنية تجتمع الكلمات والألحان والصوت لتجعل منها تحفة فنية متميزة تجمع الأمير الشاعر بملحن موهوب وصوت رطب عذب. الخامسة أغنية «يا بدر» والسادسة «بالله روقني» وكلتاهما من ألحان نبيل الغانم أيضا. غرامي وحبي أما الأغنية الثامنة «يا غرامي وحبي» فهي من ألحان الفنان محمد مغيص، صاحب لحن «في خاطري شيء» التي صدح بها صوت الأرض الفنان طلال المداح، وهو هنا يعود أيضا للساحة الفنية بعد غياب طويل، ومع صوت من ضمن أصوات الكبار، وعبر كلمات رقيقة تقول: «يا غرامي وحبي يا غلاي وهواي إليها فيك يسبي وأنت في الحسن آية». الألبوم يجمع كبارا، غاب بعضهم عن الساحة طويلا، وعلى رأسهم الفنان حسين قريش، وينتظر أن تتواكب هذه العودة بإغناء الساحة الفنية، التي تحتاج لهذا الحضور الأصيل.