قالت الدعوة السلفية وحزب النور، أن الجيش المصري هو الجيش الوحيد المتماسك في المنطقة، وأن المصلحة العليا تحتم الحفاظ عليه وعلى قوته، وطي أي خلاف سياسي في سبيل تلك المصلحة، حسب ما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأشار الحزب والدعوة السلفية - في بيان مشترك لهما مساء أمس الجمعة- إلى أن استهداف قوات الجيش وأقسام الشرطة والمنشآت العامة والخاصة، يمثل عدواناً واضحاً على دماء الأبرياء وهم يمارسون دورهم في تلك الأماكن. واستنكرت الحركتان استهداف الكنائس بالحرق أو غيره، داعية الجميع إلى التبرؤ من هذه الأفعال ومن كل صور العنف، وحذر النور والدعوة السلفية من انتشار موجات الغلو في التكفير، وجددا معاً موقفهما الرافض لفكرة الحشد والحشد المضاد. وفي أعقاب خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تجاه الأحداث الأخيرة وعقد مجلس الأمن جلسة تشاورية حول مصر، أصدر التيار الشعبي برئاسة حمدين صباحي، أمس الجمعة، بياناً حول الأوضاع المصرية الداخلية والتدخلات الدولية في الشأن الداخلي المصري، حيث أعرب عن حزنه الشديد إزاء نزيف الدماء المصرية التي وصفها بالغالية، واستيائه من التدخلات الأجنبية. وقال التيار الشعبي في بيانه، إن غالبية القوى السياسية والشخصيات الوطنية العامة والقوى الشبابية والثورية، تستنكر بأقوى العبارات تلك المواقف التي اتخذتها بعض العواصم الأجنبية، والتي لا تخدم جهودنا لتحقيق التوافق الوطني، بل تصب عن جهل أو عمد المزيد من الزيت على النار. وتابع البيان: «نبدي بالغ الدهشة إزاء خضوع بعض الدول لتوصيف ما يجري في مصر على أنه عنف موجه ضد المدنيين من جانب الدولة دون أي انتباه، لأن الاعتصامات التي تم فضها كانت اعتصامات مسلحة، وهو ما يتنافى مع جوهر فكرة الالتزام بالتعبير السلمي عن الرأي، وهو ما أدى أيضاً إلى تصاعد كلفة الدم التي سالت أثناء عملية فض الاعتصامات». وفي ذات الوقت الذي ترى فيه تلك الدول الأمر على هذا النحو، فإنها تغض الطرف تماماً عن أي إشارة جادة وواضحة وبنفس المستوى الذي تتحدث فيه عن العنف في مواجهة الاعتصامات، لأعمال العنف والشغب المنظم التي قادتها جماعة الإخوان المسلمين ضد المواطنين المصريين في محافظات مختلفة وضد الأقباط والكنائس وضد مؤسسات الدولة من مباني محافظات وأقسام شرطة وغيرها. كما نعبر عن الاستياء إزاء عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في مصر وما نتج عنها بنفس الطريقة، وزاوية الرؤية من طرف واحد، ونؤكد للجميع بشكل واضح أن مصر لن تسمح بأن تكون ساحة لتدخلات دولية في شؤونها أو فرض مصالح خارجية على حساب إرادة شعبها، ونعتقد أن كثيراً من الدول والمسؤولين سعوا خلال الأسابيع الماضية للبحث عن حلول سياسية وسلمية، واكتشفوا بأنفسهم خلال زياراتهم للقاهرة حجم العناد والتطرف الذي نواجهه من الطرف الآخر، وفي مواجهة إرادة شعبية واسعة كانت وستبقى ترفض التدخل الأجنبي في شؤون مصر.