تعيش الشابة أمل كابوسًا منذ 15 عامًا، حيث تعاني من آلام مبرحة في ساقها اليمنى تشبه آلام الحروق، وتداهمها تلك الآلام الحادة بعد برهة من وضع رأسها على الوسادة، فيطير النوم من عينيها وتفتك بها نوبة الألم 6 ساعات متواصلة، ما يجعلها تعجز عن النوم معظم أيام الأسبوع، حتى أصبحت تشعر بسعادة بالغة إذا مرت ليلة أو ليلتان في الأسبوع دون أن تداهمها فيهما الآلام. وتعود مشكلات أمل الصحية إلى طفولتها الأولى حينما كان عمرها عامًا ونصف العام، حيث أصيبت بشلل الأطفال، مع اعوجاج في العمود الفقري، وخلع في الورك بسبب الشلل، وتقول: عندما كنت صغيرة لم يقصّر والداي معي فحاولا علاجي لكن دون جدوى. وعندما وعيت على هذه الدنيا وأنا بهذا الحال، راودتني الأحلام بأن أمشي كغيري من الأطفال، وكنت أتخيّل أني أصحو من نومي وقد شفاني الله من هذا الشلل، وأسير على قدمي!! وقررت الأسرة السفر إلى جدة لعرض الفتاة على طبيب بمستشفى خاص، وكانت أمل ترجو ألاّ يكون مرضها شلل أطفال، إلاّ أنها شعرت بالصدمة عندما أكد الطبيب إصابتها به، فتبددت أحلامها، وتقول عن تلك اللحظة: دفع والدي الكرسي المتحرك وخرجنا من عند الطبيب وأنا أردد اللهمَّ ثبّت عقلي، اللهمَّ ثبّت عقلي.. شعرت أن رأسي يكاد ينفجر وعيني تكادان تخرجان من رأسي، وتضيف: خارج المستشفى رأيت طفلًا صغيرًا يحمله والده فتقطع قلبي حسرة وقلت يا ليتني ذلك الطفل. وتواصل أمل سرد معاناتها فتقول: سمعت عن مستشفى خاص ذائع الشهرة فأغراني ذلك بأن أعرض حالتي عليهم لكن هذه المرة كنت لا أطمع بالشفاء من الشلل لأني كبرت وعرفت أن شلل الأطفال ليس له علاج لكن ما كنت أطمع به هو أن أمشي على عكازين بمساعدة جهاز خاص يتم تركيبه في الساقين، وكانت المفاجأة عندما أكد لي الطبيب أن بإمكاني أن أمشي على عكازين بمساعدة الجهاز، وأكد أني في حاجة لأربع عمليات جراحية، اثنتان في العمود الفقري لتقويمه بشرائح معدنية، وعمليتان للوركين، وذلك بمبلغ 150 ألف ريال. وتضيف إنه وبعد مرور فترة بسيطة ساعدها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد آل سعود -رحمه الله- فذهبت الى المستشفى وأجريت لها العملية الجراحية الأولى، وبعد أسبوع تم اجراء الثانية، فالثالثة، والرابعة، وتقول: لم أكن أعلم أني على موعد مع صدمة جديدة، وإذ بالطبيب يحضر وأنا وحدي في الغرفة ويقول لي: لن تمشي إلاّ للمطبخ والحمام، فأصبت بانهيار عصبي، وخضعت لعلاج متخصص لدى طبيب نفسي حتى شفيت. ولم تنتهِ معاناة أمل عند هذا الحد، فعقب أسبوع من مغادرتها المستشفى شعرت بآلام في القدم والساق تشبه آلام الحروق، وعن تلك الآلام تقول: كأن عمود حديد ملتهبًا يغرس في فخذي، وظننا أنها مشكلة جلدية فذهبنا لطبيبة جلدية، فأوضحت أن هذه الآلام بسبب العملية الجراحية. وعادت أمل للمستشفى الخاص الذي أجرى لها العمليات، واستخدمت أدوية ولكن دون جدوى لمدة خمس سنوات، ثم انتقلت إلى مستشفى آخر وأكد بدوره أن الآلام بسبب العمليات، ووصف لها أدوية استخدمتها دون جدوى كذلك، وبقيت تتنقل بين الأطباء حتى قابلت طبيبة سعودية أكدت لها أنه لا يوجد علاج لتلك الآلام، ويجب عليها أن تتعايش معها. وقبل حوالى 6 أشهر قرأت أمل عن مستشفى متخصص بالعمود الفقري في دبي، فسافرت إلى هناك، وأخبرها الطبيب أن اثنين من البراغي المركبة في العمود الفقري هما السبب في الآلام، وأن إجراء عملية جراحية أخرى لنزع هذه البراغي فيه خطر عليها؛ لأن الحالة ربما تتأزم أكثر، واقترح عليها زرع جهاز في الفخذ يسكن الآلام بنسبة 70% بمبلغ 300 ألف ريال، وعندما أخبرته بأن الآلام تنتابها عند النوم أكد أن ذلك بسبب برغي أسفل العمود الفقري يتحرك ويلامس العصب عندما تستلقي على الظهر. وتقول أمل: كان المبلغ ضخمًا لا طاقة لي به، ولم يقنعني هذا الرأي؛ لأني أريد شفاءً جذريًا، ثم فكرت أن أذهب لمستشفى آخر في دبي، وبحثت في النت ووجدت مستشفى متخصصًا بالعمود الفقري والعظام، وذهبت إليه، والتقيت طبيبًا أجنبيًّا أخبرني أنه لا يوجد في الشرق الاوسط كله متخصص بمثل حالتي، ونصحني أن أسافر إلى لندن لأن فيها طبيبًا متميزًا تمر عليه الكثير من الحالات المشابهة ويعالجها، وأعطاني اسمه وعنوانه في لندن. لكن المشكلة أن ظروف أمل وعائلتها المادية صعبة ولا تسمح لها بالسفر إلى لندن، أو دفع فواتير الإقامة والعلاج والرعاية الطبية في بريطانيا، وناشدت عبر «المدينة» فاعلي الخير وأهل البر مساعدتها والتكفل بنفقات علاجها في لندن.