منذ بضعة أعوام خلت اعتاد الكثير على متابعة خواطر الشقيري، ذلك البرنامج الشهيرالذي دأب على تقديمه المبدع أحمد الشقيري. ومما يميز هذا البرنامج عن غيره أنه كسر المألوف فابتعد عن التنظير والكلام المكرور الذي تزخر به وسائل الإعلام صباح مساء، حيث إنه ألقى الضوء على إنجازات وتجارب الأمم في مختلف بقاع العالم بأسلوب فريد لم يسبقه إليه أحد؛ لهذا نال استحسان ورضا شريحة واسعة من المجتمع. حقا، لقد استطاع أحمد تقديم إبداعات البشر بقالب إعلامي جذاب يجعل المشاهد يتابع تفاصل الحلقات مستمتعا ومحلقاً من بلد لآخر، فهو يذهب للإنجاز ذاته معرفاً به ناقلاً حقيقته من خلال الصورة التي تضع المتابع في قلب الحدث ليعيش الواقع كما هو دون تحريف أو تشويه ولكي ينتفي عذر المقصرين والمسوفين الذين لا يعملون بإخلاص ولا بحسن نية وقناعاتهم من قبيل « غير ممكن، مستحيل، لا أمل...» هؤلاء عندما يرون تقدم الأمم واقعا تصبح أعذارهم وزراً عليهم؛ لأن الإنجازات عمل بشري وما يمكن لإنسان فعله في مكان ما يمكن لآخر محاكاته وعمل مثله أو أفضل منه في أي مكان كان، وبالتالي يتبين أن الفيصل في الأمر يكمن في الإرادة والعطاء والجهد ليس غير. إذاً، خواطر أوصلت رسالة رائعة لكل من المسؤول والمواطن على حد سواء، فحنانيك يا من ترى أن البرنامج لم يوثر بشكل فعلي على حياة الأمة العربية فذلك ليس مسؤولية مقدم العمل الإعلامي حيث إن مهمته هي إيصال الأفكار والإبداعات والمعلومات للمتلقي،وترك التنفيذ والتفاعل مع انجازات الآخرين لضمائر الناس على اختلاف توجهاتهم ومواقعهم في السلطة وما يملكونه من تأثير. لقد أشار الشقيري في لقاء تلفزيوني خلال شهر رمضان أنه سوف يفكر ملياً في شأن برنامجه من جانب الاستمرار أو التوقف، وما أتمناه- شخصيا- هو أن يواصل عطاءه عاما بعد عام، فما حققه من نجاح يمنحه دافعاً لمواصلة مشواره دون كلل أو ملل. إن ثمة أفراداً يكتشفون أنفسهم في مجال ما ويبدعون من خلاله فهؤلاء يفترض استمراريتهم في نفس مسارهم وعدم تغييره. وقد رأينا تجارب كثيرة لأشخاص تركوا أماكنهم التي تميزوا فيها فلم يستطيعوا تقديم ما هوأفضل في أماكن أخرى، ولم يستطع أحد القيام بدورهم الذي لعبوه سابقا. م.عايض الميلبي-ينبع