لا يمكن إنكار العمل الرائع الذي يقوم به الداعية السعودي أحمد الشقيري في برنامجه خواطر للعام الثامن، فهو كسر الصورة النمطية «للداعية الواعظ» الذي يبث المواعظ، وقدم صورة جديدة للداعية الذي لا يدعو فقط، بل ويأتي بأجمل ما لدى الآخر المختلف من تجارب إنسانية وآليات عمل لتطوير الذهنية التي تعتقد أن الآخر لا يملك شيئا لنتعلم منه. الجميل في خواطر هذا العام أنها انتقلت للمساعدة ومد يد العون لكل محتاج بغض النظر عن مكان ووطن هذا المحتاج، وهذا بحد ذاته عمل إنساني يستحق الشكر عليه فريق العمل كاملا. ولكن ورغم إعجابي بهذا العمل إلا أن لدي ملاحظة وحيدة حول ما يقوم به برنامج «خواطر 8» هذا العام، والقائمة فكرة البرنامج على العطاء ومساعدة الفقراء والمحتاجين. كنت أتمنى لو أن البرنامج وبعد أن يقدم قصة أولئك الشباب الذين مدوا يد العون للفقراء وبنوا لهم المساكن، ألا يختم البرنامج بإحضار الفقراء ليقدموا الشكر والدعاء، الذي فيه شيء من الإذلال، وأن يكتفي البرنامج بنقل صورة فرحهم دون صوت، وإن كان ولا بد من خلفية يضع أناشيد تدعو لمثل هذا العمل. فما يقدمه البرنامج أو ما أعتقده من خلال معرفتي بنبل صاحب الفكرة، أن الداعية «الشقيري» يريد تقديم النموذج أو المثال الذي يراد له أن يقلد، ويصبح قدوة للبقية. وهنا على المثال أو من سيصبح نموذجا يقلده البقية أن تكون فكرته في العطاء قائمة على دافع داخلي يحركه للعطاء، وليس من أجل أن يشكر أو يدعو له الآخر، أو كما يقال في علم النفس «حافز خارجي» مكافأة نأخذها مقابل ما ننجزه من عمل. فالعطاء النقي من أي حوافز خارجية، هو تلك الغبطة التي نشعر بها، إذ نكتشف قيمتنا بهذا الوجود، وأن ثمة فارقا بين وجودنا وعدمه، أو كما قال «غاندي» حين سئل «ما الذي يجعلك تذهب للقرى وتغطس بالأوحال لتساعد الفقراء في الزراعة والبناء؟» ، فأجاب «أنا هنا لأخدم نفسي فقط، لتحقيق ذاتي عبر خدمة الآخرين». للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]