حذر خطيب جامع سعد بن معاذ الشيخ عبدالله بن صلاح الغامدي من سرعة الأيام ويوم الرحيل قائلا: اتقوا الله تعالى، وتفكَّروا في سرعة الأيام وتذكروا قرب انتقالكم من هذه الدنيا، فتزودوا بصالح الأعمال، حلّ بنا شهر رمضان المبارك بخيراته وبركاته ونفحاته، ثم انتهى وارتحل سريعًا، شاهدًا عند ربه لمن عرف قدره واستفاد من خيره بالطاعة، وشاهدًا على من أضاعه وأساء فيه البضاعة. فليحاسب كل منا نفسه، ماذا قدم في هذا الشهر، فمن قدم خيرًا فليحمد الله على ذلك، وليسأله القبول والاستمرار على الطاعة في مستقبل حياته، ومن كان مفرطًا فيه فليتب إلى الله، وليبدأ حياة جديدة يشغلها بالطاعة، بدل الحياة التي أضاعها في الغفلة والإساءة، لعل الله يكفر عنه ما مضى ويوفقه فيما بقي من عمره. ونادى ببقاء بعض مظاهر رمضان قائلا: ولنبقي بعض مظاهر رمضان، فبعد امتلاء المساجد بالمصلين لأداء الفرض، بل امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة، إذا بالمساجد قد قل روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض يكفر تاركها. وما هكذا تشكر النعم، وما هذه علامة قبول الحسنة؛ لأن السلف كانوا يقولون: «علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها»؛ لأن الحسنة تقول لأختها: تعاليْ، والسيئة تقول لأختها: تعاليْ. فلئن انقضى صيام شهر رمضان فإن المؤمن لن ينقطع من عبادة الصيام بذلك، فالصيام لا يزال مشروعًا في العام كله؛ وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام يوم عرفة، والصيام من شهر الله المحرم، وشهر شعبان، وصيام الاثنين والخميس، ولئن انقضى قيام شهر رمضان، فإن القيام لا يزال مشروعًا ولله الحمد في كل ليلة من ليالي السنة ثابتًا من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وقراءة القرآن؛ فإنها ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت، فليكن لكل واحد منا ورد من القرآن يقرؤه يوميًا.