عيسى الحبيب - الأحساء رماد لدى الرجال.. وأحلام مستحيلة لدى النساء.. هكذا كانت ليلة نادي الأحساء الأدبي الرمضانية قبل يومين، حيث قدّم القاص عبدالجليل الحافظ جلسة الرجال وهي قراءة نقدية في مجموعة الكاتبة معصومة العبدرب الرضا بعنوان «رماد» من إصدار النادي مؤخرًا.. وتحدث أحمد العليو في ورقته النقدية عن اللغة والشخوص والأحداث، ورأى أن الكاتبة موفقة في ردود بعض الأفعال ورآها مرة أخرى غير موفقة في قفل النص أو خاتمته.. بينما بدأ محمد البشير ورقته بمقدمة عن تاريخ الأدب في الأحساء، وكان تركيزه الكاتب على بنية النص لدى معصومة ومدى التناسب بين الحدث والجُمل المبتكرة له، كما في نص «نحرتني أمي». وبدأت مداخلات الرجال بكلمة أعلنها رئيس النادي الأدبي الدكتور ظافر الشهري، الذي صرّح بتشكيل لجنة من النادي لجمع وإعداد معجم يخص كتّاب السرد في الأحساء، بينما فاجأ الدكتور خالد الجريان الحضور بقوله: أصبحت القصة القصيرة سهلة لدى الكل ليحيلوها رغم جمالها إلى مطية من لا مطية له. وفي الجانب النسائي، شكرت الكاتبة زهراء بوعلي نادي الأحساء الأدبي، الذي احتضن مولودها الأول «أحلام مستحيلة» في حوار أجرته لها الكاتبة الناشئة مريم السعيد. كما استضاف البرنامج الثقافي والأدبي لخيمة «ابن المقرب» الرمضانية في نادي الأحساء الأدبي مساء أول أمس الإعلامي والكاتب والتشكيلي أحمد المغلوث، لعرض تجربته الإبداعية في شتى المجالات، حيث تناول المغلوث سيرته الإبداعية على مدى 40 عامًا بشكل مختصر، كما استعرض مقتطفات من رواياته، وقدم للحضور مقتطفات من إبداعه في مجال الكاريكاتير. وفي الجانب النسائي من نفس الليلة افتتحت الأديبة تهاني الصبيحة والمشرفة على فئة الناشئات ليلة رمضانية نسائية بكلمة وجهها رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري قال فيها: «أديبات المستقبل في عين الوطن.. ومتابعة نتاجهن وتقويمه، ومن ثم عرضه للناس شرف سيسجله لنا تاريخ الأحساء بأحرف ضوء شاهقة».. بعدها بدأت جواهر العدساني الجلسة بنص نثري للأم وآخر إيماني يناسب جو الشهر الكريم، تلتها الكاتبة مريم الحرز، والتي قرأت من كتابها المخطوط (أبحث عن ملامحي) نص «طفلة تعشق المطر»، بينما تمرّدت الكاتبة مريم السعيد في مفردات وجمل تضمنها نصها «عقربة»، وهو تمرد بين الواقع والحلم تضج به فوضى إحساسها الصاخب، ثم جاءت روان العرفج في «خاطرة الصباح» لتريح الجمهور بسلام أبيض يشبه لون الصبح، واختتمت دعاء الغوينم أخصائية العلوم الدقيقة في فن التشريح الجلسة بنصها الواثق «طفلة» ليُسدل الستار على لقاء أدبي راق أمتع الحاضرات بتنوع الأسلوب والفكرة والهدف.