علي النقمي - مكة انتقد الدكتور ظافر بن عبدالله الشهري، رئيس مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي، أستاذ النقد والأدب في جامعة الملك فيصل، عن تألمه من ظاهرة رمضانية تنتشر بين صفوف بعض الناس، والتي عدها ظاهرة غير مقبولة لا دينًا ولا دنيا، وهي ظاهرة تحويل ليالي شهر رمضان إلى سهر في غير عبادة ونهاره إلى نوم، وأن هذا يؤدي إلى خسارة كبيرة للإنسان المسلم. وقال الشهري: ومما يؤسف له أننا نضيع ليالي رمضان في أمور خارجة عن سياق العبادة ولا نستغل ليالي هذا الشهر الكريم بالصلاة، وقراءة القرآن والذكر، فشهر رمضان المبارك شهرعبادة وعمل وإنتاج، لأن الله سبحانه وتعالى يضاعف فيه الحسنات، ولا تأتي الحسنات إلا حيث العمل الصالح والمشقة والتلذذ بأداء العبادة، ومن يقرأ تاريخ المسلمين يجد أن كبريات الإنجازات التي تمت لهم كانت في رمضان، موضحًا أن المسلم يعلم أن للعبادات مواسم لا تتكرر في الأسبوع أو العام إلا مرة واحدة، ولك أن تتصور حجم عطاء الله مقابل أداء هذه العبادات على وجهها الصحيح، فيوم الجمعة يأتي مرة واحدة في الأسبوع فيه ساعة استجابة لا يصادفها عبد مسلم إلا استجاب الله له، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ويمر على المسلم مرة واحدة في العام، كما أنه لم يُفرض علينا إلا مرة واحدة في العمر، وشهر رمضان شهر فيه مواسم ثلاثة كلها فرص للمسلم، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وهذا الشهر بمواسمه الثلاثة لا يمر على المسلم إلا مرة في العام، مؤكدًا أن الخسارة التي تحصل للمسلم في حرمان الإنسان نفسه من التعرض لنفحات الله في هذا الشهر الكريم فالليل أكل وشرب وسهر، والنهار نوم، وبخاصة أن شهر رمضان يصادف الإجازة الصيفية، والأضرار الصحية التي تترتب على هذا السلوك، فالأكل طوال الليل يقتضي الحركة حتى تهضم المعدة كمية الطعام لأن النوم يؤدي إلى توقف المعدة عن عملية هضم وامتصاص الطعام، وهنا يتحول هذا إلى سموم في جسم الإنسان تؤدي بالتالي إلى الأمراض والخمول وهي مشكلات صحية للإنسان هو في غنى عنها، لو كان استغل الليل في العبادة أو على الأقل نام وهو خفيف، وفقدان شهر رمضان المبارك لوهج العبادة والخصوصية الدينية، وتحويل لياليه إلى لهو وسهر وأكل وخوض في أمر الدنيا. وتمنى الشهري أن تختفي ظاهرة السهر في ليالي رمضان في غير مصلحة مباحة، وأن يوازن الإنسان بين أكله وشرابه وبين راحته وساعات عمله، وألا تتحول ليالي رمضان إلى متابعة لبرامج تضيع على الناس وقتهم وتحرمهم من استغلال ليالي هذا الشهر في الطاعة والتعرض لنفحات الله فتضيع عليهم الفرصة التي جزاؤها العتق من النار، وهل يضمن الإنسان أن يبقى حيا حتى رمضان الآخر. المزيد من الصور :