أعلنت اللجنة الإشرافية على سوق عكاظ والتي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة عن تمديد فترة استقبال رغبات المشاركين في المنافسة على جوائز السوق مدة خمسة عشر يومًا ليصبح آخر موعد لقبول الأعمال 29 شعبان الجاري. وأوضح أمين السوق الدكتور جريدي المنصوري أن اللجنة حرصت على أن تمنح الراغبين في المنافسة على أفرع الجائزة الثمانية فترة إضافية، خصوصًا بعد انتهاء موسم الاختبارات النهائية في التعليم العالي والعام ولمنح الراغبين فرصة أكبر للمنافسة وتجويد الأعمال المقدمة، فقررت تمديد استقبال الرغبات حتى الثلاثين من الشهر الجاري، مضيفًا: «إن بإمكان الراغبين إرسال أعمالهم إما عينية بالبريد أو إلكترونية عبر موقع السوق على الإنترنت». ولفت المنصوري إلى أهمية الجوائز التي يمنحها السوق، إذ أنه على سبيل المثال لا الحصر تتعبر جائزتي الخط العربي والتصوير الضوئي الأعلى في العالم بتخصيص مائة ألف ريال سعودي لكل مسابقة ويساهم في تقويمها وتحكيمها نخبة من أهم الأسماء المحلية من ذوي الخبرة العالمية في المجالين، وأشار إلى أن جوائز سوق عكاظ تستهدف الشعراء، والفنانين التشكيلين، والمبتكرين في المجال العلمي، والخطاطين، والمصورين الفوتوغرافين في الوطن العربي، وتشمل جوائز سوق عكاظ السنوية: جائزة شاعر عكاظ، وجائزة شاعر شباب عكاظ، وجائزة التميز العلمي، وجائزة الخط العربي، وجائزة التصوير الضوئي، وجائزة لوحة وقصيدة، فضلاً عن وجود جائزتين هما: الحرف اليدوية والفلكلور الشعبية، سيتم منحهما خلال فترة نشاط السوق حيث سيطلب من المشاركين التقدم بأعمالهم لتتم معاينتهما من قبل لجنة التحكيم. وأوضح الدكتور جريدي المنصوري أن أعمال المتقدمين للمنافسة في جوائز السوق ستحال إلى لجان التحكيم التي ستباشر على الفور تجميع الأعمال والبدء في فرزها وتقييمها بناءً على المعايير المعتمدة والمعلنة مسبقًا، حيث أقرت اللجنة الرئيسة للسوق برئاسة الأمير خالد الفيصل شروطا ومعايير مدروسة لاختيار الفائزين، وذكر أن شروط جائزة لوحة وقصيدة طرأ عليها بعض التعديل حيث أصبح من بين الشروط أن يقدم المتسابق لوحة تشكيلية لايزيد مقاسها عن (1,5 *1 م) وأن يكون موضوعها محاكيًا لقصيدة شعرية يرفقها مع اللوحة، كما استجد في شروط التقديم على المسابقة أن تكون القصيدة التي تمثل المحتوى الرسمي موثقة في ديوان مطبوع أو منشور بشكل رسمي، وألا يكون العمل المقدم قد سبق الحصول لصاحبه على جائزة سابقة به، وكذلك لا بد من موافقة المتسابق على عرض لوحته ضمن أعمال معرض سوق عكاظ التشكيلي وليس له الحق في استعادتها قبل انتهاء فترة المعرض. ولفت إلى أن على الراغبين في المشاركة والمنافسة على الجائزة إرسال الأعمال على هيئة صورة عاليه على قرص مرن أو على البريد الإلكتروني: «[email protected]» ليتم عرضها على اللجنة الأولية للترشيح، مخليًا مسؤولية السوق من الأعمال التي يمضي عليها شهرين فأكثر من انتهاء فعاليات السوق. من جانب آخر، أعلنت الهيئة العليا للسياحة والآثار أن عدد زوار سوق عكاظ العام الماضي شهد ارتفاعًا عن سابقة بنسبة بلغت 44%، حيث تجاوز عدد مرتادي السوق خلال موسمه السادس 256 ألف زائر، وبيّنت الهيئة في تقرير قدمته للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة الإشرافيه لسوق عكاظ أن عدد السواح الذين زاروا السوق خلال فترة الأسبوعين -مدة المهرجان- بلغ نحو 256 ألفًا وأنفقوا21 مليون ريال، وأشار التقرير الإحصائي الذي أعدّه مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن المهرجان حصل على تقييم إيجابي، لافتة إلى أن الجوانب التي حصلت على التقييم الأعلى من قبل العينات التي أجريت عليها الدراسة وصفت مستوى تنظيم المهرجان وتنوع الأنشطة ومدى مناسبتها لأفراد الأسرة بالممتازة وأشادت بها، بدوره أوضح أمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري أن توجيهات الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة الإشرافية تؤكد دومًا على ضرورة تنوّع الفعاليات وأن تكون فرصة للاسر لتعيش تاريخ المكان وليجد أفرادها أنشطة وفعاليات تناسب ميولهم وتمتاز بالتفرد والأفكار المستحدثة البعيدة عن التقليد والتكرار، مضيفًا: «إن سوق عكاظ أصبح نافذة عربية ثقافية حيث ساهمت مشاركة الدول العربية في بناء جسور تواصل بين السوق محليًا والدول المجاورة». ومن جهة أخرى، وصفت منظمة السياحة العالمية التابعة لليونسكو، سوق عكاظ، بالتجربة الناجحة، وقالت في دراسة أشرفت عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار: «إن سوق عكاظ تجربة لا تنسى ويأتي كأحد المناسبات الأبرز والتي تعنى بالتراث الثقافي غير المادي، داعية في الوقت نفسه السواح لزيارة السوق نظرًا لما يحويه من أنشطة فريدة ومتنوعة تهدف إلى توطيد العلاقة بين الأجيال وإحياء التراث». وتوقعت الدراسة نجاحات أكبر للسوق في المستقبل خصوصًا بعد فتح الباب أمام الدول العربية للمشاركة، مصنفة في أول دراسة أعدتها عن «السياحة والتراث الثقافي غير الربحية « المعلقات والمساجلات الشعرية المقامة على هامش السوق بأنها أول منتج سياحي تراثي ثقافي غير مادي حول العالم. ودعت الدراسة الصادرة عن اليونسكو إلى زيارة سوق عكاظ كأحد المهرجانات الإبداعية التي تكتسب الصبغة التاريخية، مستندة في ذلك على التاريخ العريق للمكان، كما أنه يجمع بين التقنيات الحديثة وجغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة، مؤكدة أن الحدث يوفر تجربة سياحية لا تنسى السياحة نظرًا للتميز في الأنشطة والمعروضات التي تحرص الجهات القائمة على المناسبة على عرضها بطريقة تجسّد مختلف عناصر التراث الثقافي غير المادي. وصنّفت اليونسكو الأنشطة التي يقدمها سوق عكاظ بالجذابة إذ أن المناسبة استطاعت أن تجمع أنشطة عدة في أشكال مختلفة تحت مظلة التقاليد إلى جانب السجال الشعري، موضحة أن من بين عوامل الجذب التي تجيّر لصالح سوق عكاظ؛ الاهتمام بالحرف والفنون بأنواعها إضافة إلى عادات الغذاء والتظاهرات الاجتماعية والعادات التي تصاحب المناسبات المختلفة والتي تزخر بها المملكة.