إذا رأيت طريقاً جبلياً، هو الأكثر سلوكاً إلى مدينةٍ سياحية، ويُغلق للترميم نصف العام، أو يزيد أو ينقص قليلاً، بسبب هطول (شويّة) أمطار، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت قروداً من فصيلة البابون المتوحشة، ذُكراناً وإناثاً وصغاراً، تستقبلك بالمئات عند مدخل مدينةٍ سياحية، وتتسوّل الطعام، بدلاً من أن تستقبلك جهاتها المعنية بالسياحة حاملةً الورود والريحان، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت بساتين في مدينة سياحية وزراعية، إما أنها خاوية على عروشها، أو أزيلت وبُني بدلاً منها شقق خرسانية مفروشة، أو تبيع خضروات وفاكهة مستوردة، أو تدهورت جودة مزروعاتها كثيراً، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت في مدينة سياحية سهولاً على مدّ البصر، وجبالاً تعانق السحاب، وتصلح كأماكن للسياحة، لكنها مُشبّكة كأملاك خاصة، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت شعار (السياحة العلاجية) يُروّج له في مدينةٍ سياحية، لكنّ أهل هذه المدينة ينشدون العلاج في غيرها لسوء الخدمات الصحية فيها، فاعرف أنك في الطائف!. إذا لم تر نادياً رياضياً في مدينةٍ سياحية، ذا قيمة في شتّى أصناف الرياضة، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت منتجعات جبلية عامة يرتادها آلاف السياح يومياً، وليس فيها دورات مياه عامة إلّا بعدد أصابع اليد الواحدة، وهي غاية في القذارة، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت مساجد وآثاراً كثيرة، يعود بعضها إلى عصر صدر الإسلام، ولا يُعتنى بها، كما يُفترض، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت مُخطّطات أراضٍ كثيرة يُعلن عن بدء البيع فيها، ثمّ تأتي جموعٌ من الناس يزعمون أنهم أصحاب المخطّطات الحقيقيون، فيحصل لغط يصل للشرطة والقضاء، فاعرف أنك في الطائف!. إذا رأيت مسؤولاً في مدينة سياحية يطلب من زوّار منتزهاتها أن يأتوا إليها على وضوء لقلّة دورات مياهها، فاعرف أنك في الطائف!. وأخيراً، إذا رأيت الناس يذكرون كل ما ذكرته أنا أعلاه، ومنذ عقود، دون أن يعالجه المعنيون، فاعرف يا رعاك الله أنك في الطائف!. @T_algashgari [email protected]