* كانَ الحزبُ القوميُّ البريطانيُّ المتطرّف يعملُ في الخفاءِ، وكانت مجلته الموسومة: Nationalism – Today، يجدُ القائمون على تحريرها كثيرًا من الصعوبة في طباعتها وتسويقها، ولكنّ المناخَ السياسيَّ للأحزابِ القوميةِ الغربيةِ تغيّر كثيرًا في السنواتِ الأخيرةِ، فلقدْ جرَى انتخابُ أعضاءٍ يمثلونَ الأحزابَ القوميةَ في البرلمانِ الأوروبيِّ، ولعلّ عاملَ الهجرةِ المتزايدةِ إلى البلدانِ الغربيةِ المتقدمةِ علميًّا كانَ عاملاً وراءَ ظهورِ هذه التياراتِ المشددةِ، ففِي بلدٍ كبريطانيا مثلاً كانت اللغةُ الفرنسيةُ -تُعتبر اللغةَ الثانيةَ استعمالاً في المجتمعِ الإنجليزيِّ، ونجدهَا حسب استطلاعٍ أجرته صحيفةُ الديلي تلغراف تضحي الأخيرة، بينما تحلّ البولندية الثانية، واحتلت اللغةُ العربيةُ المرتبةَ ما قبل الأخيرة: "ويكلي تلغراف" February, 6- 12, 2013. * حزب الاستقلال البريطاني، والذي يرمز له ب(Ukip) حاز في الانتخابات الأخيرة على ما يقرب من 150 مقعدًا، وهو الحدثُ الذي دفعَ بزعيمِ الحزبِ Farage للتصريحِ بأنّها خطوةٌ لدخولِ البرلمانِ في الانتخاباتِ العامةِ المقبلة، بينما حذّر وزيرُ الدولةِ البريطانيُّ المحافظُ "كينيث كلارك" من طروحاتِ هذا الحزبِ واصفًا الذين صوّتوا له في الانتخاباتِ المحليةِ بأنّهم أقربُ إلى العنصرية. * لكنْ موضوع الهجرةِ فرضَ نفسَه حتّى على خطابِ الملكةِ في الدورةِ المقبلةِ للبرلمانِ، حيث من المتوقعِ أن تقومَ حكومةُ الائتلافِ الحاليّ بفرضِ قوانينَ صارمةٍ ضدَّ المهاجرينَ.. وذلكَ انطلاقًا من تفهمهَا لمخاوفِ الناخبِ الإنجليزيِّ. * وممّا يُؤسفُ له أنَّ بعضَ المهاجرينَ يقدمون على سلوكياتٍ متطرفةٍ وإرهابيةٍ، كما حدث في مقتل الجندي البريطاني -أخيرًا- على أيدي أشخاصٍ يزعمونَ الانتماءَ إلى الدينِ الإسلاميِّ، وكانَ وصفُ رئيسِ الوزراءِ البريطانيِّ لهذَا العملِ الإجراميِّ بأنّه خيانةٌ للإسلامِ، ومبادئه في محلّه، ولا يتجاوزُ الواقعَ. * إنَّ مَن يدفعُ فاتورةَ مثلِ هذه الأعمالِ غيرِ الإنسانيةِ، والمقززةِ هي الجاليةُ الإسلاميةُ بكافةِ أطيافهَا، ويفترض في المنظمات الإسلامية إدانة مثلِ هذه الأعمالِ حفاظًا على الصورةِ الحقيقيةِ للدينِ الإسلاميّ، فالسكوتُ عن ذلك أمرٌ مذمومٌ وعواقبُه تعودُ على الجميعِ داخلَ البلادِ الإسلاميةِ وخارجهَا بالسوءِ.