لندن - يو بي أي - حذّر تقرير أصدرته مؤسسة «ديموس» البريطانية للبحوث ونشرته صحيفة «ذي غارديان» من تنامي اليمين المتطرف في أنحاء أوروبا، وظهور جيل جديد على شبكة الانترنت من الشباب المؤيدين للقومية ومعاداة المهاجرين. وكشف التقرير انتشار المشاعر القومية المتشددة بين الشباب خصوصاً وعلى نطاق واسع في القارة الأوروبية، وتزايد الاستياء من حكومات بلادهم والاتحاد الأوروبي، والخوف على هويتهم الثقافية بسبب الهجرة وتنامي النفوذ الإسلامي. وسلّط التقرير الضوء على تفشي الشعور المعادي للمهاجرين والشكوك من المسلمين في أوروبا، وتحديداً في فرنسا وايطاليا والنمسا وهولندا والدول الاسكندينافية، والتي تضم برلماناتها كتلاً كبيرة معادية للمهاجرين، وتصاعد التحركات القومية في الشوارع في بلدان أوروبية أخرى، وبينها رابطة الدفاع البريطانية. وأشار التقرير إلى أن جماعات اليمين المتطرف في أوروبا ترى ان الإسلام يناقض الديموقراطية الليبرالية، وهو ما تبناه غيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية الهولندي، الذي بات ثالث أكبر قوة في البرلمان الهولندي بعد ست سنوات فقط على تأسيسه. وقال معد التقرير جيمي بارتلت: «ينشط آلاف من المحبطين من التيارات الحاكمة في أنحاء أوروبا للتعبير عن قلقهم من تآكل هويتهم الثقافية والوطنية، ويتحولون إلى الجماعات اليمينية المتطرفة التي يشعرون أنها تعبّر عن مخاوفهم». وأضاف: «هؤلاء الناشطون بعيدون عن أنظار سياسي التيارات الحاكمة إلى حد كبير، لكنهم يملكون دوافع وينمو حجمهم، لذا يجب ان يجلس السياسيون في أنحاء اوروبا معهم للاستماع إلى مخاوفهم والاستجابة لها». ونسبت الصحيفة إلى توماس كلاو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية قوله إن «معاداة السامية كانت عاملاً لتوحيد أحزاب اليمين المتطرف في عشرينيات وثلاثينات القرن العشرين، لكن معاداة المسلمين (الاسلاموفوبيا) أصبحت العامل الموحّد لهذه الأحزاب في العقود الأولى للقرن الحادي والعشرين». البريطانيون والهجرة الى ذلك، كشف إستطلاع للرأي أجرته مؤسسة «يوغاف» ونشرته صحيفة «ديلي اكسبريس» أن 80 في المئة من البريطانيين يعتقدون أن بلدهم مكتظ بالسكان الآن بسبب الهجرة. وأبدى 30 في المئة من المستفتين اعتقادهم أن بلدهم سيصبح أكثر اكتظاظاً بالسكان، وبشكل يزيد الضغوط على الحكومة لتحقيق وعودها في شأن خفض الهجرة. واعتبر القلق من إزدحام إنكلترا بالسكان الأعلى بين سكان العاصمة لندن وبلغ 85 في المئة، تبعه سكان المناطق الجنوبية (81 في المئة)، ثم باقي مناطق إنكلترا وويلز (76 في المئة). وأيد 69 في المئة من المستفتين إجراء خفض هائل في معدلات الهجرة، والذي يخالف تعهد رئيس الوزراء ديفيد كامرون خفض معدلات الهجرة الصافية عشرات الآلاف سنوياً. ووجد الاستطلاع أن 18 في المئة من الانكليز يؤيدون إغلاق أبواب بلدهم في وجه المهاجرين، علماً ان منظمة مراقبة الهجرة غير الحكومية تقول إن «عدد المهاجرين القادمين إلى إنكلترا بعد حسم المغادرين، يحتاج إلى خفض عدد يراوح بين 240 ألف مهاجر و400 ألف سنوياً لمنع بلوغ عدد سكان بريطانيا 70 مليون شخص. تنصت «مجموعة مردوك» على صعيد آخر، أظهرت بيانات جمعها محققو الحكومة البريطانية عام 2006 خلال متابعتهم مخالفات مزعومة ارتكبتها صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» التي يملكها إمبراطور الإعلام الأسترالي - الأميركي روبرت مردوك وأغلقت أخيراً بسبب فضائح تنصت، أن الصحيفة كلفت المحقق الخاص ستيف ويتامور جمعَ معلومات عن إسلاميين بارزين في لندن هم «أبو حمزة المصري» و «أبو قتادة»، ومحمد المصري المعارض السعودي المقيم في لندن. ووردت المعلومات الخاصة باستهداف «نيوز أوف ذا وورلد» متشددين في قاعدة بيانات إلكترونية تعرف باسم «الكتاب الأزرق» حصل عليها مكتب المفوض الإعلامي، وهي وكالة حكومية بريطانية، من أدلة ضبطت لدى دهم منزل ويتامور عام 2003.