مناسبة عظيمة وعزيزة على قلوب شعب المملكة العربية السعودية وهو يجدد عهد الولاء وميثاق الوفاء والعطاء وبلادنا تنعم بالخير والأمن والأمان والرخاء في ظل عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الزاهر وقيادته الحكيمة، وقد شهدت بلادنا منجزات عظيمة في مختلف مجالات الحياة. يوم تاريخي ال26 من شهر جمادى الآخرة من عام 1426ه وقد بايع الشعب السعودي بمختلف أطيافه قائده خادم الحرمين الشريفين على توليه مقاليد الحكم ملكاً وقائداً للمسيرة الوطنية وراعياً للنهضة الحضارية الشاملة التي تعيشها بلادنا في مختلف ميادينها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتنموية، وعلى السمع والطاعة والإخلاص لبناء الوطن وحمايته وصونه والسير به نحو التقدم الحضاري والإنساني. وها هي وقفة مع الذكرى الغالية على قلوبنا والشعب السعودي يحتفل بهذه المناسبة التاريخية وهو يستشعر تقليداً عريقاً في وطننا الحبيب بالذكرى الثامنة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين وهي من أنبل معاني الفخر والاعتزاز والانتماء، وقد مرت ثمانية أعوام حافلة بإنجازات عظيمة شملت كافة المجالات، حققت فيها المملكة المزيد من الأمن والاستقرار وسط متغيرات واضطرابات إقليمية ودولية لم تزد مملكتنا وشعبنا إلا رسوخاً وأمناً واطمئناناً مما يؤكد مدى ما تتمتع به المملكة من علاقات وأواصر محبة ووفاء بين قيادتها الحكيمة وشعبها الوفي. إن الذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تمر علينا وهي مليئة بالإنجازات والإصلاحات التي تحققت في عهده وقد تميزت بالعمل الجاد في ظل الأحداث المتتابعة في البلدان القريبة والمجاورة، وقد سابقت بلادنا العزيزة الزمن وتميزت بالشمولية والتكامل وقفزت بالمملكة إلى مصاف الدول الأكثر رقياً وتقدماً. ففي مجال التعليم الجامعي وجودة ونوعية التعليم وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث تشهد باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين وتعزيز فكر المعرفة والاقتصاد الوطني وترسيخ مبادئه نحو تحقيق الأهداف الطموحة لحكومته الرشيدة. وعلى المستوى الاجتماعي والفكري يتواصل الحوار الوطني بخطى واثقة ورؤى واضحة وفي مقدمتها الوحدة الوطنية، وفي المقابل يواصل الاقتصاد السعودي السير نحو الأفضل، والعمل على تعدد وتنوع موارد الدخل الوطني، وعدم الاكتفاء بالاعتماد على النفط ومشتقاته. وعلى الصعيد السياسي فقد أحدث المليك نقلة نوعية في هذا المجال داخلياً وخارجياً والانفتاح على الآخر والعمل على ترسيخ مبدأ المصلحة الوطنية. كما أحدث نقلة نوعية في العمل الإعلامي برفع سقف الحريات كثيراً وأكد أن الإعلام هو عين الدولة، وأشرك المرأة في العمل السياسي من خلال تعيين 30 سيدة في مجلس الشورى بعضوية كاملة. وأيضاً ركز المليك على القطاعات الخدمية التي تقع على نقاط تماس يومي مع المواطن مثل القطاع الصحي إذ افتتح عدداً من المستشفيات الحديثة، وزاد الإعانة لمن أراد من السعوديين أن ينشئ مستشفىً. من أبرز المشاريع التي ظهرت في عهده الزاهر مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء، إذ فعّل خادم الحرمين الشريفين عدداً من القرارات بهدف تسهيل التقاضي، وسرعة إنجاز معاملات المواطنين بشفافية عالية، مع الحض على أهمية الصلح بين الخصوم إن أمكن ذلك. ولم يتوقف خادم الحرمين الشريفين عن الحض على الصلح بين الخصوم، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، إذ شوهد مرات عدة يستقبل الخصوم في قصره، ويصلح بينهم في إطار منهجه العام الداعي إلى أن الصلح سيد الأحكام، وأن الحوار هو اللغة المثلى لبني الإنسان أيّاً كان جنسهم أو لونهم. أبرز ما يميز السنوات الثماني الماضية الكم الهائل من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن وسابقت الخطط والاستراتيجيات لتقف السعودية على رأس هرم الدول التي تجاوزت حدودها التنموية، حسب إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000م، فيما دخلت البلاد في عهده في مصاف الدول العشرين الكبرى في العالم، وشاركت في قمم العشرين التي عقدت في واشنطن ولندن وتورونتو. إنها ذكرى غالية على نفوسنا وإشراقة مستقبل زاهر وتطلع لمزيد من الإنجازات في عهد الخير تحت راية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. [email protected] [email protected]