اهتم الإسلام ببر الوالدين وماله من فضل وأثر كبير على حياة الأبناء في دينهم ودنياهم مع حصد ذلك البر في الأبناء مستقبلاً ، ومما يدل على عظم هذا الأمر ورود آيات جليلة كثيرة تحثنا على برهم منها قوله سبحانه (وبالوالدين احساناً ) وايضاً قوله جل وعلا ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً) ،من برهم نستمد قوتنا وفي رضاهم نعيش سعادتنا ..ومهما فعلنا نظل تحت فضلهم وعدم المقدرة على رد بعض من معروفهم .. مهما فعلت فستبقى لهم مدينا ، ومهما احسنت فلن توفي لهم بعضاً من الدين ، ومهما كتبنا من مقدمات عن هذا الموضوع فلن تكفيه المجلدات ، ولكن من باب الحث على البر وجب أن نذكر بقصة تتعلق ببر الأبناء بآبائهم حيث قام الشاب/ عبد الحليم محمد عوض الشهري الذي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً وهو لايزال طالباً في المرحلة الجامعية الأولى بإنقاذ حياة والده من الموت وذلك عندما تبرع بجزء من كبده لوالده عندما كان يعاني من فيروس كبدي خبيث كاد أن يفتك بحياته ، وقد أجريت العملية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض على نفقة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله رحمة واسعة . ويضرب لنا هذا الابن أروع الأمثلة في الوفاء حيث يقول بأنني وجدت فرصة العمر سانحة أمامي لأحاول أن أرد ولو جزءاً بسيطاً مما قدمه لي والدي.. وفي مثل هذه القصص تتجلى لنا اسمى معاني وسائل البر ولنا في مثل هذا الإبن خير قدوة رزقنا الله وإياكم برهم ورحم الله من مات منهم وغفرله. زاهر حمدان الشهري - خميس مشيط