أوصانا ديننا الإسلامي الحنيف ببر بالوالدين والإحسان إليهما، بل إن المولى عز وجل قرن عبادته بالإحسان إليهما، حيث ورد في محكم التنزيل قوله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا..". فبر الوالدين أمر عظيم وشأنه كبير، حيث يجب على كل مسلم أن يخضع لوالديه ويلين لهما ولا يعصي لهما أمرا إلا ما كان فيه عصيان للخالق.. إن القلب يحزن ويعتصره الألم ونحن نجد شبابا من أبناء مجتمعنا المسلم يهينون آباءهم وأمهاتهم ولا يقدرونهم حق التقدير ولا يعطونهم من المكانة والهيبة ما هم أهل له.. بل إن بعضهم – والعياذ بالله – يرفع صوته على والديه ويتطاول عليهما بالكلام ويعاندهما في القول والعمل، إما لطيش وسفه أو لجهل بعظم حقهما أو لمكابرة وغرور وغطرسة، بل يزداد الأمر سوءا بضربهما والعياذ بالله. إنني أدعو كل شاب وفتاة إلى بر والديه، فهما مهما قدمنا لهما من خدمات وإحسان فلن نرد لهما ولو جزءا يسيرا من أفضالهما وحقوقهما علينا، ولا يعرف قدر الوالدين ومكانتهما، إلا من رزقه الله الذرية الصالحة، وكان مدركا وحصيفا لما كان يفعله مع والديه. ويقول كبار السن "البر سلف"، أي أن من كان بارا بوالديه سيسعد ببر أبنائه له والعكس صحيح، فالعقوق يولد عقوقا.. وبالفعل هذا ما يحدث على أرض الواقع، فالبر نلحظه يتحقق تجاه من كان بارا بوالديه من واقع مجتمعنا، ونرى أبناء الذين كانوا لا يعطون والديهم حقهم، لا يلقون لهم بالا، بل إن كثيرا منهم لحقت به الأمراض من تصرفات فلذات أكبادهم.إذا فهي دعوة صادقة خالصة لي أولا ولكم، أن نسعى جاهدين ونعمل على بر الوالدين كي نسعد برضا الخالق أولا وبر أولادنا من بعد.