أمامي كتاب عن الكسرة والكسرات يمثل مجموعة ممّا قيل عن هذا اللون من الشعر لأبناء الينبعين (ينبع البحر وينبع النخل)، في معانيها الكثير من الفخر والاعتداد بالنفس إلى حدٍ قد يكون فيه بعض الغلو والإسراف فيما يصوغه أو صاغه بعض الشعراء.. ولكن المناسبات التي صيغت فيه هذه الأبيات من الشعر كانت أكثرها مناسبات أفراح أو أعياد.. قد أعطي العذر لقائليها لأنها جاءت في شيء من التنافس، تسعى كل جهة للبروز أو الانتصار على -الصف- المقابل.. ومر عليَّ اسم الشاعر أحمد بن سليمان الريفي، وبعض ما قاله في الكتاب.. لست أدري لماذا تشدني بعض المعاني التي تدع ألمًا أو حزنًا عن غيرها ممّا قيل أو يُقال.. ربما لذلك ارتباط عمّا قاله عني الصهر والصديق بدر كريم الكاتب والأديب والإذاعي المعروف.. بالطبع لا أعرف الشاعر المشهور وقد لا يعرفه الكثيرون، ولكنهم لقّبوه بحكيم الكسرة، وهو شاعر قد فقد البصر.. قال في إحدى كسراته: آه العمى يا كواني كي ... وسط الحشا عقب المرصاد وما عاد يبقى مراجل لي... إلاّ تبع قائدي أنقاد * وقال في كسرة أخرى: أعمى ومن هو عليَّ يلوم... وكل الطرق سد قدامي ما في على وجهتي مأموم... يوم النظر فارق اليامي اسمع رعد فالسحاب يحن... بالهون يزرم بالطافي يتوه القلب لما يصن... ولنه رزم قلت يا كافي * ويخاطب أحد أقاربه وكان يقف معه ويساعده: لعلها ما تجيني فيك... أزهود الأيام يا بن أخي يا شاد عضدك بعضد أخيك... يوم أنه الغير متراخي * ويختتم هذه الكسرات: هيا أسمع القيل تصريحه... فالرونق اللي سوات الذوب كيف أعذل القلب وأريحه... لصار سهم المودة صوب لا أعرف معاني بعض الكلمات التي جاءت بهذه الكسرات الخمس.. قد تكون من بعض ما يَرِدُ كثيرًا أو يتردد في كل الكسرات.. بالطبع معروفة لدى الشعراء ما ترمي إليه، ولكنها على كل حال غير معروفة لدي.. حقًا أعترف أنني أدخلت نفسي في لون من ألوان الشعر لا أجيده، ممّا أفكر أن أبتعد عنه إلى حين، ولكنني أحبه وسأظل أحبه مهما تمردت بعض كلماته ممّا هو لدي غير مألوف.