طالب عضو هيئة كبار العلماء معالي الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان بضرورة إيجاد دار كتب وطنية تضم كل الوثائق والمخطوطات والأبحاث والكتب التي تتحدث عن مكةالمكرمة، وأن تكون داخل الحرم، منتقدًا بشدة واقع مكتبة الحرم المكي اليوم، هذه المكتبة التي تتنقل من حي إلى آخر في حين يفترض ان تكون باسمها ومكانتها معلما بارزا داخل الحرم المكي. جاء ذلك في اللقاء الذي عقده مركز تاريخ مكةالمكرمة بفندق الشهداء بمكةالمكرمة مساء أول من أمس للتعريف بكتاب «مقام إبراهيم عليه السلام» وهو أحد إصدارات المركز.. الكتاب ألفه محمد طاهر بن عبدالقادر كردي وأكمله الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان بمجموعة من اللواحق. وقد استهل أبوسليمان حديثه بالإشارة إلى ثلاثة جوانب تناولها في حديثه وهي: المؤلف، والكتاب وأهميته. وماهو العمل في هذا الكتاب؟ وعرض صفتين بارزتين في سيرة المؤلف الكردي هما شخصية مكية محضة شكلا وموضوعا، انتماؤه في كتاباته التاريخية إلى المدرسة التاريخية المكية القديمة التي تعتمد على الدقة والتحري والوقوف على المواقع وجمع المعلومات. وأشار إلى أن كل من كتب عن مكة محدث أو فقيه أو قاض وهذه خصال تبعث على التحري والدقة في الأخبار، والكردي شخصية تميزت في الكثير من المجالات فهو مفسر وفقيه وأديب وفنان أوجد بعض الرسوم التي لم تكن موجودة عن مقام إبراهيم وصورة الكعبة، وهو أول مكي يكتب بيده مصحف مكة وكان هذا محل اعتزازه ويلقب بمحمد الخطاط نسبة إلى ذلك. مشيرًا إلى أن كتاب الكردي عن مقام إبراهيم هو أول مؤلف عن المقام وما سبقه مجرد كتابات هنا أو هناك. وشدّد أبوسليمان على الاهتمام بتاريخ مكة، وإيجاد دار وطنية في مكة، وهيئة علمية من جامعات المملكة يمكن الاستفادة منها في المشاركة والإشراف على أعمال التوسعة الحالية، واستفادة الباحثين من المكتبات الشخصية الخاصة الموجودة لدى عمادة المكتبات بجامعة أم القرى، وتبني دارة الملك عبدالعزيز للكتب التاريخية عن مكة ومن ذلك كتاب «التاريخ القويم» لمحمد طاهر كردي. وفي مداخلة خلال اللقاء، انتقد الدكتور محمد الخزيم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام عدم وجود تاريخ واضح عن مكةالمكرمة مقترحاً تكوين فريق من جامعة أم القرى ومن دارة الملك عبدالعزيز وأمانة العاصمة المقدسة والعلماء والباحثين لتسجيل تاريخ مكةالمكرمة، وأعلن الدكتور الخزيم للحضور بناء مركز علمي ضخم في الساحة الشمالية من توسعة خادم الحرمين الشريفين يضم مركزًا للمخطوطات وآخر للأبحاث وثالثًا للفلك إضافة إلى مكتبة الحرم المكي.