قدّم الائتلاف الوطني السوري المعارض مجموعة من المطالب التي وصفها ب»العملية» لمجموعة «أصدقاء سوريا» في اجتماعها المنعقد في اسطنبول، داعيًا إلى إصدار قرار من مجلس الأمن ضد استخدام نظام الرئيس بشار الأسد للصواريخ، إلى جانب استهداف قواعدها عبر غارات لطائرات تعمل دون طيار وفرض حظر طيران شمال وجنوب البلاد، فيما سيطرت أمس القوات النظامية السورية على عدد من قرى ريف القصير الحدودي مع لبنان، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام السوري وناشطون أمس الأحد، في خطوة تحقق لهذه القوات مزيدًا من التقدم في اتجاه مدينة القصير، التي تعتبر معقلا للمعارضة المسلحة في جنوب محافظة حمص. وجاء في وثيقة تقدم بها الائتلاف الوطني السوري للمؤتمر، أن استخدام نظام الأسد للصواريخ البالستية والسكود والأسلحة الكيماوية «لا يزال يحدث دون أي قدرة على صده أوتحديه، مما ينعكس على حياة الآلاف من المدنيين،» مضيفًا: «إن تقارير إطلاق تلك الصواريخ تعتمد على مصادر استخباراتية موثقة، ولها القدرة على تحديد المكان المحدد والقواعد التي يتم إطلاق الصواريخ البالستية منها»، وأضافت الوثيقة: «إن هناك ما وصفتها ب(الضرورة الأخلاقية) على المجتمع الدولي، بقيادة دول أٔصدقاء الشعب السوري لاتخاذ إجراءات محددة ودقيقة وفورية لحماية السوريين المدنيين من استخدام الصواريخ البالستية والأسلحة الكيماوية»، ودعت إلى إجراءات بينها «العمل على إصدار قرار من مجلس الأمن يدين استخدامها»، وذلك إلى جانب «صياغة والتزام تحالف للدول المقتدرة من مجموعة أصدقاء الشعب السوري، لتنفيذ إجراءات محددة وفورية، لتعطيل قدرة الأسد على استخدام الأسلحة الكيماوية والصواريخ البالستية من خلال ضربات جراحية للمواقع، التي ثبت إطلاق صواريخ منها عن طريق طائرات دون طيار»، كما حض الائتلاف على «العمل من أجل فرض حظر طيران وحماية على الحدود الشماليةوالجنوبية لضمان عودة وسلامة اللاجئين السوريين، وتأسيس صندوق دولي لدعم الائتلاف ومؤسساته والحكومة السورية المؤقتة»، مشددًا على أن عودة اللاجئين لن تحصل قبل «إزالة التهديد المستمر من صواريخ نظام الأسد وقذائف الطيران»، وتعقد مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» اجتماعًا جديدًا في إسطنبول السبت المقبل، بعد لقاءات في تونس وفرنسا والمغرب وإيطاليا، لبحث الوضع في سوريا، بمشاركة وزراء خارجية وممثلين عن دول بينها أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وقطر والسعودية ومصر والأردن. ميدانيًا، ذكر مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن «قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولحزب الله اللبناني سيطروا على عدد من القرى الحدودية مع لبنان في ريف القصير، بينها البرهانية والرضوانية وتل النبي مندو»، وتقع القرية الأخيرة على تلة تعطيها أهمية استراتيجية، إذ تمكن القوة الموجودة فيها من الإشراف على المحيط الذي يصبح في مرمى نيرانها، كما أشار عبدالرحمن إلى أن قوات النظام «أمّنت لنفسها طريقًا من الحدود اللبنانية وبمحاذاة نهر العاصي وصولاً إلى جنوب غرب مدينة القصير»، وأوضح أن المعارك مستمرة في محيط هذه القرى، مشيرًا إلى أن معظم الذين يحاربون المجموعات المقاتلة المعارضة هم من عناصر اللجان الشعبية المسلحة الموالية للنظام ومن المقاتلين الموالين لحزب الله، و»يحمل معظمهم الجنسية اللبنانية»، وأكد عبدالرحمن وقوع «عدد كبير من الضحايا» في المعارك.