لم يعد من الصعب إدراك خصائص رباط المحبة والثقة والإعجاب الذي يربط الشعب السعودي بمليكه المفدى بحيث يمكن القول دون أدنى مبالغة أن هذه العلاقة المتفردة بين الحاكم والمحكوم تعكس بتفاصيلها قصة نجاح تجربة ونهوض شعب وصعود وطن في ظل راية التوحيد والوحدة التي يستظل فيها هذا الكيان الشامخ الذي يزهو باستقراره ووحدته الوطنية ونموه المتسارع ونجمه الساطع بين سائر أوطان الكون، وذلك بعد أن شكل العطاء المستمر والإنجاز المتواصل السمة البارزة في التجربة والمسيرة والنهوض الشامل في هذا العهد الميمون. لا شك أن ملحمة العطاء الجميل والإنجاز المتواصل التي نلمس نتائجها وآثارها يومًا بعد يوم ما كانت لتتحقق لولا فضل الله وتوفيقه أولًا، ثم حرص خادم الحرمين الشريفين على بلوغ كل ما من شأنه تحقيق السعادة والرفاهية للمواطن، والعلو والمجد للوطن، باذلاً كل ما في وسعه لتحقيق هذا الهدف السامي تخطيطًا وتوجيهًا، إشرافًا ومتابعة. ولعل الأمر السامي الصادر أمس الأول بتوفير السكن المناسب للمواطنين بما يكفل لهم حياة كريمة، وأن تتوقف وزارة الشؤون البلدية والقروية فورًا عن توزيع المنح البلدية التي تتم من قبل الأمانات والبلديات بموجب ما لديها من تعليمات، وأن يتم تسليم جميع الأراضي الحكومية المعدة للسكن بما في ذلك المخططات المعتمدة للمنح البلدية التي لم يتم استكمال إيصال جميع الخدمات وباقي البنى التحتية إليها، إلى وزارة الإسكان؛ لتتولى تخطيطها وتنفيذ البنى التحتية لها، ثم توزيعها على المواطنين حسب آلية الاستحقاق. هذا الأمر الكريم ليس إلا حلقة في سلسلة هذا العطاء الجميل من لدن ملك يستخدم لغة المحبة في مخاطبة شعبه، ويسهر على راحته، ويحلم بمستقبله ومستقبل أجياله، ومستقبل وطنه ليكون ضمن دول العالم المتقدمة علميًا ومعرفيًا وإنسانيًا. تضمن الأمر الكريم أن تقوم وزارة المالية باعتماد المبالغ اللازمة لتنفيذ مشروعات البنى التحتية لأراضي الإسكان المشار إليها، فيما تقوم وزارة الإسكان بإعطاء المواطنين أراضي سكنية مطورة وقروضًا للبناء عليها حسب آلية الاستحقاق، وإعطاء وزارة الإسكان الصلاحية الكاملة لاعتماد المخططات لمشروعاتها الإسكانية وفق الضوابط والاشتراطات العامة، كل ذلك يؤكد على هذا الحرص وذلك الاهتمام الذي يوليه أبو متعب- حفظه الله- لشعبه لتحقيق شعار "سكن ملائم لكل مواطن".