10 ملايين سوري فقير، و5 ملايين منهم تحت خط الفقر. 60 ألف شهيد ومليون لاجئ. 2 مليون سوري عاطل عن العمل. أرقام عالمية، صرحت وتصرّح بها لجان الأممالمتحدة. وعلى اعتبار أن لجان الأممالمتحدة دقيقة ولا عنصرية، وموضوعية وحيادية، فإن أرقامها لا تكذب، على العكس، يمكننا كسوريين نعيش مأساة التصريحات العالمية حول بؤسنا، أن نضرب تلك الأرقام باثنين أو ثلاثة.. وبقي أن تصدر لنا لجان الأممالمتحدة مرتبة السوريين عالمياً من حيث السعادة وحب الموت، ومواكبة الموضة العالمية، وتأثيرنا كسوريين ثورجيين على تغيير قيم الثورات للأجيال القادمة. وإن كان من معايير للحياة، فإن سوريا ستحتل الصدارة، ولو كانت صدارة ذيل القائمة، ولهذا تأثير على أوضاعنا النفسية، إذ أن حكم الأسد لما يزيد على الأربعين عاماً حرمنا من أي مركز صدارة. "أنا سوري يعني أنا مشروع شهيد، أو معتقل أو لاجئ أو نازح أو شحاذ أو مُغتَصب"، ومن لم يمت بالمعتقل مات بالقنص أو بالتفجير، أو على الحدود بيد أحد عناصر حزب الله "الإلهية". يجلس المغتربون السوريون أمام العربية أو الجزيرة، وربما الأورينت فتجحظ أعينهم، وتتساقط دموعهم، وربما «ترتخي» مفاصلهم، وتنحل ركبهم، وتنبري ألسنتهم وعلى «قولة» الله يرحمنا، الله يتقبلنا، الله يجيرنا، الله أكبر والله أكبر. ينتهي خبر سوريا على الأخبار، فينتقلون إلى الفيسبوك، انقسامات حادة، ومشادات عنيفة بالرأي، تتطور أحياناً حد الحذف والإلغاء والفضح «بجلاجل»، ونحمد الله أن الفيسبوك لا يزال عالما افتراضيا، وإلّا تبادلنا الركلات الخلفية، ونتف الشعر. يقتل النظام البوطي، يتسرب فيديو يثبت تورط النظام، نقضي الليل في النقاشات المثمرة، نحلل الفيديو، ونصل لنتيجة نعرفها سلفاً، ونتصالح على إثر الاتفاق بالرأي أن النظام قتل البوطي وإثباتنا بجيبتنا.. ويللا ع الحرية.. يرسل أهل الداخل لأهل الخارج تطمينات كاذبة، يرمون نكتًا عن القصف ويستخفون بالموت، يلتقط الأخيرون الإشارة، يصطنعون التصديق، ويرسلون دموعهم ودعاويهم. فقط في سوريا.. لا تبتسم.. مت فأنت سوري. المزيد من الصور :