كشفت الدكتورة هناء حجازي في ليلة الاحتفاء بها في الصالون الثقافي النسائي بالنادي الأدبي بجدة مساء أمس عن الكثير من المشاعر والأحاسيس المستمدة من واقع تجربتها مع مرض الأسبرجر والتي كانت سببا في إنجاز راويتها (مختلف طفل الاسبرجر مختلف لكن ليس أقل ) الحاصل على جائزة معرض الكتاب وذلك بكونها لاتزال تبكي في كل مرة تقرأ فيها الكتاب ولتؤكد عدم خشيتها من ردود فعل المجتمع من كتابها والذي أشار إليه الكثير من المقربين بأنه قد يكون من اوائل الكتب النسائية لسيدة عربية تكشف الكثير من تفاصيل خصوصيتها في التعامل مع مجتمعها وحياتها الخاصة من بعد اكتشافها بإصابة ابنها الوحيد بمرض الاسبرجر ولتتعايش مع ذاتها اولا ومن ثم المجتمع في كيفية البحث عن الحلول اللازمة للتعايش مع المصاب بهذا المرض مؤكدة بذات الوقت حرصها على الاستئذان من ابنها في الكتابة عنه ومن ثم النشر عنه . . وقد كان ذلك خلال تقديم كتابها في الصالون النسائي وسط حضور عدد كبير من عضوات النادي الادبي والكثير من النساء المهتمات بمنجز الكاتبة وفكرها الذي قادها لكتابة رسالة اجتماعية لكثير من الاسر التي تمر بذات ظروفها . افتتحت الندوة الدكتورة سعاد جابر استشارية طب الاطفال وأستاذ مشارك في جامعة الملك عبد العزيز بتقديمها قراءة عامة لمحتوى الكتاب من الناحية الادبية وموضوع الكتاب وأسلوب تناوله من قبل الكاتبة حيث أشارت في الكثير من حديثها إلى وضوح القصة وصراحتها في وصف الحالة لتشير إلى ان الكتاب لم يكن رواية أدبية بمعناها المتعارف عليه فهي نوع من أنواع ادب السيرة الذاتية التي يقوم فيها الكاتب بالبوح بما يدور في خلده، ولتسرد من بعده الكاتبة العديد من المحطات الهامة التي مرت بها الكاتبة من قبل وقوع حملها لتتحدث عن المجتمع وارتباطه بهذا المرض وعدم التشخيص الجيد والمبكر للأطباء للحالة إلى جانب ضعف التواصل مع المدرسة والمعلمين الذين لايمكلون خلفية عن هذه الحالة .ولتؤكد من بعد ذلك الدكتورة هناء في حديثها على بعض ما تطرقت له الدكتورة سعاد جابر بأن الكتاب مليء بالعاطفة والشجن فهو ليس مقصورا على من لديهم اطفال يحملون ذات المرض فهو للجميع لتشير في حديثها إلى بدأت كتابة الكتابة منذ ما يقارب الخمسة اعوام كانت تسجل فيها جميع التطورات والتغيرات التي تعايشها مع ابنها والمجتمع المحيط بهم إلى جانب الدور الكبير الذي يقوم عليه الكتاب في محاولة واستكشاف المشاعر الانسانية ومساحاتها في الكثير من العلاقات بالإضافة إلى استدعاء تجارب بعض ذوي القدرات المميزة، لتختم بقولها ليس من المهم ان يكون ابني عالماً المهم ان يكون شخصاً سعيداً. هذا وقد ختمت الاديبة نبيلة محجوب بقولها : منجز الدكتورة هناء يكشف رحلة مع العزيمة والإصرار في مواجهة المجتمع ومعتقداته الخاطئة منوهة بالدور المفترض من التربية والتعليم لتدريب معلميها وتأكيد اهمية رسالتهم وارتباطها بالمجتمع وكذلك الدور على وزارة الصحة التي يسند إليها دور التوعية والتعليم بالكثير من الامراض المختلفة التي لم يتم اكتشافها وتشخيصها مبكرا.