أصبحت يوماً على مئتي رسالة واتساب، واستمرت الرسائل بالهطول حتى وصلت في نهاية اليوم إلى ما يزيد عن الخمسمائة رسالة.. أنا متيقنة بأن هذا هو حال معظمنا، فبرامج التواصل الاجتماعي سهلت على الجميع إعادة ارسال ما يصله إلى كافة الموجودين لديه في القائمة.. مما أثر على قيمة التواصل الحقيقي، بالسؤال والاطمئنان على الصحة وتفقد الأحوال، وأقتصر التواصل على اعادة ارسال نصائح وقصص واخبار ومقاطع وغيرها، هذه الظاهرة التي انتشرت بسرعة البرق في مجتمعنا، جعلت الكثير منا يتساءل عن مدى جدواها وقيمتها الحقيقية له وللآخرين.. أرسلت احدى قريباتي، تقول: «لدي فكرة موضوع أود أن تطرحيها في زاويتك.. الفكرة هي رسائل وبرودكاست التي أشغلت الناس، ومدى تأثيرها على أفراد المجتمع السعودي خاصة والعربي عامة، سواء كان التأثير ايجابياً أو سلبياً؟» هذه خلاصة المحادثة حول مدى انتشار برامج التواصل الاجتماعي، التي أشغلت مختلف شرائح المجتمع.. وأصبحت هي وسيلة الاتصال الأساسية بين أفراد الأسرة الواحدة.. لا أحد ينكر أهمية تلك البرامج في سهولة وسرعة التواصل، إلا أنها أضحت الشغل الشاغل للغالبية.. فسرعان ما ينتشر الخبر، وتنتقل المعلومة، دون التثبت من مصداقيتها أو دقتها، مذيلة بتوصية بإعادة الارسال، وإلا سيحصل لك ما لا تحمد عقباه.. لقد أصبحت وسيلة لتسرب الشائعات وانتشارها، ممن أساء استخدام هذه التقنية.. وفي نفس الوقت لا يمكن أن نقلل من قيمتها في السرعة والآنية والسهولة.. نحن بحاجة ماسة إلى حسن استخدام التقنيات الحديثة بما يعود بالنفع والفائدة للفرد والمجتمع، كذلك حسن التعامل معها، من حيث جودة اختيار الارساليات، وتوقيت إرسالها، والتأكد من أهمية محتواها للطرف الآخر ومدى مناسبتها له.. [email protected]