أثار فضيلة الشيخ الدكتور لطف الله خوجة -حفظه الله- في مقال قيم تحت زاويته الرائعة "توفيق" بتاريخ 29 صفر 1434ه إلى الدعوة إلى انشاء "مجمع عقدي" يماثل المجمع الفقهي والمجمع اللغوي، ثم ذكر -حفظه الله- المبررات المهمة لإنشاء هذا الصرح العظيم: فذكر ما خلاصته: - الإقرار بأهمية علم العقيدة وأصول الدين واختصاصه بتأصيل الاعتقاد وصونه من الانحرافات. - ثم ذكر أنه لا يقوم بهذه المهمة النبيلة أحد على جهة الكمال مثل قيام المختصين بالعقيدة وبين أسباب ذلك فقال: أولًا: لدرايتهم بالاعتقاد الصحيح المنزل مفصلا بمعرفة معانيه والإحاطة بأقوال السلف لفظًا ومعنى. ثانيا: معرفتهم وإطلاعهم المفصل على جميع اعتقادات أهل الأرض، مفرداتها وتاريخها ومواطنها، وتأثيرها من: ملل ونحل، وفرق، وفلسفات، ومذاهب، ورجال. ثالثًا: خبرتهم العميقة وإحاطتهم بطرق علاج الانحرافات العقدية، وإطفاء نار الشبهات بماء اليقين. ثم ختم مقاله -جزاه الله خيرًا- بما مفاده: بأن إقامة هذا الصرح له أثره الفعال -بإذن الله- في أن تصدر الأمة عنه في آراءها العقدية والسياسية والفكرية والثقافية. هذا مجمل ما ذكره الشيخ الدكتور -سدده الله-. وإن الدعوة حقيقة إلى إنشاء "مجمع عقدي" لا يطالب بها الشيخ فحسب بل كل مسلم غيور على عقيدته وحريص على ترسيخها في نفوس المسلمين، ونفي ما يلوث صفاءها من الشبهات خاصة ونحن في زمن كثرت فيه التيارات الفكرية المضلة، بل وصل الحال إلى نشر الإلحاد عن طريق مراكز متخصصة لها قنواتها ومصادرها ووسائلها المتنوعة لزعزعة الفطرة ونسف الإيمان والدين. - وإن مما ينبغي ذكره حول إنشاء هذا الصرح العظيم "المجمع العقدي" أن ينبري ثلة من أهل العلم خاصة المختصين بعلم العقيدة في المطالبة الجادة بإنشائه مع رسم الخطط المرحلية التفعيلية عن طريق القنوات الرسمية. - مع ضرورة تحفيز المختصين في الجامعات والمعاهد والمدارس للإدلاء بآرائهم النيرة نحو تميز فعال في إقامة هذا الصرح الجليل حماية للأمة والجيل. - وكذلك مما يستحسن ذكره هنا إرداف فكرة دراسة إنشاء قناة فضائية متخصصة في ترسيخ العقيدة والهوية الاسلامية على ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة وكشف التيارات الفكرية المضلة والفرق المنحرفة والتحذير منها، مع تطوير برامج لهذه القناة العقائدية وفعالياتها بما يلائم الأسلوب الاعلامي المؤثر، وعلى أن يكمل إحسان ذلك باعتماد ترجمتها للغات الحية لكي تكون منبرا لأهل السنة والجماعة في كل مكان وبيان محاسن ديننا العظيم وكماله، مما يكون له أيضًا أقوى الأثر في دعوة غير المسلمين. وختامًا: نرجو- تكرمًا- من هذا الملحق المميز "ملحق الرسالة" أن يكون من السباقين لإبراز هذين الاقتراحين المهمين: "المجمع العقدي والقناة الفضائية العقائدية" مع عرضهما على أهل الاختصاص في صفحتي قضية حماية للأمة والجيل، مع الشكر الجزيل، هذا ولله الحمد والمنّة من قبل ومن بعد.